إن الأرباح تُعْرَف بالنتائج التی تترتب علیها، فما أدى إلى سعادتک فی الدنیا وفی الآخره فهو ربح، بل أربح الربح، وما أدى إلى شقائک وعذابک فیهما فهو أخسر الخُسران، وما کنت معه مرتاح الضمیر مطمئن النفس فهو ربح، وما کنت معه دائم القلق والتوتر ویؤنِّبک ضمیرک فهو خُسران ما بعده خُسران.
إن العقل یقابل الجهل، وهما نقیضان حیث یکون الأول لا یکون الثانی، وهو أعظم نعم الله على الإنسان، فبه یعرف الله تعالى، وبه یقیم علاقه سویه معه، وبه یفهم الکون، وبه یستطیع أن یستفید من قوانینه ما یُسَهِّل علیه حیاته.
یهتَم الإسلام کثیراً بالعَلاقه الأخَویَّه بین أبناء المجتمع الإنسانی، وقد سَنَّ فی هذا المجال قانُّوناً عاماً مُلزماً وهو قانون الأُخُوَّه، تترتَّب علیه آثار وحقوق وواجبات لا تقبل الإسقاط، إذْ قال تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَهٌ…”﴿۱۰/ الحُجُرات﴾.
إن للنجاح فی الحیاه أسباباً ومُقوّمات وقواعد وعلى المَرء أن یُتقنها ویلتزم بها، ومن أهم تلکم القواعد أن یقوم بتصنیف الأعمال التی یحتاج أن یُنجِزها، إلى ضروریه لازمه، وغیر ضروریه.
وجب على العبد أن یتوکل على الله ویعتمد علیه فی جمیع شؤونه، موقناً أن الله هو الرزاق ذو القُوَّه المتین.
إن العاقل هو الذی یحفظ التجارب ویستفید منها، بخلاف الجاهل الذی یَمُرُّ على التجارب فلا یتعلَّم منها ولا یعتنی بها، بل یبدأ من الصِّفر لعدم ثقته بغیره، ولاعتداده برأیه.
ان الصدقه تسدُّ سبعین باباً من أبواب الشَّرِ، وتمنع سبعین نوعاً من البلاء، وتدفع القضاء وقد أُبرِمَ، وتمنع الفقر، وتستنزل الرزق وتزیده، وتقضی الدَّینَ، وتُخَلِّفُ البرکه، وتدفع مِیته السُّوءِ، وتزید فی العمر، وأنها تَمحو الذَّنب، وتُهوِّن الحساب، وأن المتصدِّق فی ظلِّ عرش الله یوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ.
قد توسَّع الإسلام فی مفهوم العباده، فجعلها إسماً جامعاً لکل ما یحبه الله عزَّ وجَلَّ من الأقوال والأعمال والأحوال، سواء کانت ظاهره أم باطنه، وهی تتضمَّن المحبه لله، والرهبه لمقامه، والخشوع بین یدیه، والامتثال لأمره امتثال المُحِبِّ لأمر محبوبه.
یحثُّ الإسلامُ المسلمَ على أن یکون ذا هِمَّه عالیه وأهدافٍ سامیه وغایات بعیده ویدعوه إلى أن تتطلَّعَ نفسُه دائماً إلى ما هو أعلى وأسمى وأرقى، ویحذِّرُه من السکون لصغیر الأمور وحقیرها، وألا یرضى بالحظوظ الخسیسه الفانیه.