• امروز : پنجشنبه, ۱۳ اردیبهشت , ۱۴۰۳
  • برابر با : Thursday - 2 May - 2024
5

العاقل هو الذی یحفظ التجارب

  • کد خبر : 6448
  • 13 مرداد 1402 - 6:53
العاقل هو الذی یحفظ التجارب

إن العاقل هو الذی یحفظ التجارب ویستفید منها، بخلاف الجاهل الذی یَمُرُّ على التجارب فلا یتعلَّم منها ولا یعتنی بها، بل یبدأ من الصِّفر لعدم ثقته بغیره، ولاعتداده برأیه.

حسب موقع رهیافته ( قاعده البیانات الشامله للمسلمین الجدد و المبلّغین و المهتدون)ورُوِیَ عن الإمام علِیَّ (ع) أنه قال: “حِفْظُ التَّجارِبِ رَأْسُ الْعَقْلِ”.

وحدهما أبو البشر آدم وزوجَه قد بدءا تجربتهما من الصِّفر، وقد أراد الله لهما تلک التجربه الأولى، والتی خرجا على إثرها من الجنه الأرضیه، أما الذین جاؤوا من بعدهما فهم یعتمدون على تجارب من سبقهم، ویزیدون علیها تجارب أخرى، وما زال الإنسان إلى لحظتنا الراهنه ینتقل من تجربه إلى تجربه فی مختلف المجالات وعلى کافه الأصعده، وما من فرد من أفراد البشر إلا وقدَّم تجربه أو تجارب، یبنی علیها من یعاصره أو یأتی من بعده، سواء کانت تجارب ناجحه أم تجارب فاشله. کلاهما یفید الإنسان، وکلاهما یبنی علیها تجاربه الجدیده.

والعاقل هو الذی یحفظ التجارب ویستفید منها، بخلاف الجاهل الذی یَمُرُّ على التجارب فلا یتعلَّم منها ولا یعتنی بها، بل یبدأ من الصِّفر لعدم ثقته بغیره، ولاعتداده برأیه.

ویغفل عن أن الحیاه الإنسانیه سلسله متواصله من التجارب، وعلى کل جیل أن یبنی على تجارب من سبقه من الأجیال، وأن یبدأ هو من حیث انتهوا لا من حیث بدأوا، کی لا یکرِّر الإخفاق إن هم أخفقوا، ولا یکرر الجهد فیما بذلوا فیه من جهد، فیضیع عمره وقد کان الأولى به أن یشحنه بالإنجازات، ولو کان کل شخص یکرر ما جرَّبه من سبقه لما تطورت الحیاه الإنسانیه، ولما کان فرق بین حیاه من یعیش فی قرننا الحاضر ومن عاش فی القرون السالفه، ولبقیَت الحیاه الإنسانیه على حالها فی مختلف المیادین، ولهذا قال الإمام أمیر المؤمنین (ع): “لَوْلا التَّجارِبْ عَمِیَتْ المَذاهِبُ، وفی التَّجارِبِ عِلْمٌ مُسْتَاْنَفٌ” أی عِلم جدید یکتسبه الإنسان دون عناء یبذله، ودون وقتٍ یُضَیِّعه، التجربه علم جاهز یُجَنِّب الإنسان تعَبَ البحث، وکلفه التجربه، وهی تطوُّرٌ آخر، وتقدم إلى الأمام.

إن الذی یُمَیَّزُ الإنسان عن سواه من الحیوانات أنه یستفید من تجارب الآخرین وینطلق منها إلى تجارب جدیده، لذلک نراه قد تقدم علیها جمیعاً، أما هی فلم تزل تعیش على منوال واحد مُذْ خلقها الله لم تتطور فی شیء، ولم تتقدم خطوه إلى الأمام، بخلاف الإنسان الذی لا تُقاس حیاته الحاضره بحیاه أسلافه فی العُصور المتقدمه، ولم یکن ذلک إلا نتیجه التجارب التی خاضها على طول حیاته، وإمساکه بما فعله غیره، واعتباره به، و “التَّجْرِبَهُ تُثْمِرُ الاعتِبَارَ” کما قال الإمام (ع).

ثم إن التجارب هی السبیل إلى الحکم بصِحَّه أمر أو فساده، ومن اطلع على التجارب المتقدِّمه وحفظها وانطلق منها أَمِنَ من الوقوع فی الخطأ، وسَلِمَ مِنَ الزَّلَل، وقد رُوِیَ عن الإمام أمیر المؤمنین (ع) أنه قال: “مَنْ أَحْکَمَ التَّجَارِبَ سَلِمَ مِنَ العَواطِبْ، وَمَنْ غَنِیَ عَنْ التَّجارِبِ عَمِیَ عَنْ العَواقِبِ”.

إن حفظ التجارب والاهتمام بها والاطلاع علیها ومشارکتها أمر عقلی لا نقاش فیه، وإن الاستفاده من تجارب الآخرین ضروره لتقدم الحیاه الإنسانیه، وعلى المَرء العاقل أن یبحث عنها من أی مصدر کانت، سواء اتفق مع صاحبها أم اختلف معه، فالتجربه تبقى مفیده من أیِّ مصدر جاءت.

ما تقدَّم یلزم منه أن یتواصل الإنسان مع الإنسان، وأن تنفتح شعوب الأرض على بعضها وتوَطِّد علاقاتها وتتبادل التجارب فیما بینها وتستفید منها، وتُزیل الموانع والحواجز التی تحجزها عن التلاقی فیما بینها، إذ لا یمکن لشعب من الشعوب أن یدعی اکتفاءه الذاتی فی کل شیء.

بقلم الکاتب والباحث اللبنانی فی الدراسات القرآنیه السید بلال وهبی

اکنا

لینک کوتاه : https://rahyafteha.ir/ar/?p=6448

نوشته مماثلة