• امروز : چهارشنبه, ۱۹ اردیبهشت , ۱۴۰۳
  • برابر با : Wednesday - 8 May - 2024
0

الاسلام یجعل مفهوم العباده إسماً جامعاً لکلّ ما یحبّه الله

  • کد خبر : 6164
  • 11 اردیبهشت 1402 - 9:07
الاسلام یجعل مفهوم العباده إسماً جامعاً لکلّ ما یحبّه الله

قد توسَّع الإسلام فی مفهوم العباده، فجعلها إسماً جامعاً لکل ما یحبه الله عزَّ وجَلَّ من الأقوال والأعمال والأحوال، سواء کانت ظاهره أم باطنه، وهی تتضمَّن المحبه لله، والرهبه لمقامه، والخشوع بین یدیه، والامتثال لأمره امتثال المُحِبِّ لأمر محبوبه.

حسب موقع رهیافته ( قاعده البیانات الشامله للمسلمین الجدد و المبلّغین و المهتدون)ورُوِیَ عن الإمام علِیَّ (ع) أنه قال: “آفَهُ الْعِبـادَهِ الرِّیـاءُ”.

العِباده: الخضوع والتذلّل، وقیلَ: هی الخضوع النابع عن الاعتقاد بألوهیه المَعبود. وقیل: هی الخضوع أمام من یعتقد بأنه یملک شأناً من شؤون وجود العابد وحیاته وآجله وعاجله. وقیل: العباده هی الخضوع ممن یرى نفسه غیر مستقل فی وجوده وفعله أمام من یکون مستقلاً فیهما، ولما کان الله تعالى هو وحده المستقل فی وجوده لأنه واجب الوجود، ومستقل فی فعله لأنه الغنی المطلق، فهو وحده الذی یستحق الخضوع والعباده له.

وقد توسَّع الإسلام فی مفهوم العباده، فجعلها اسما جامعاً لکل ما یحبه الله عزَّ وجَلَّ من الأقوال والأعمال والأحوال، سواء کانت ظاهره أم باطنه، وهی تتضمَّن المحبه لله، والرهبه لمقامه، والخشوع بین یدیه، والامتثال لأمره امتثال المُحِبِّ لأمر محبوبه، الراغب فی القرب منه، والمنزله لدیه، وهی بهذا لا حصر لها فی نوع مُحدَّد من الأعمال والأقوال والأحوال والمشاعر والأحاسیس.


فکما أن الإتیان بالعبادات الواجبه عباده، کذلک التفکُّر، والذِّکر، وقراءه القرآن، والدعاء، والسَّعْیُ فی طلب الرزق، والهجره إلى الله، ومساعده المحتاجین، وإصلاح ذات البَین، ومقارعه الظلم، والأمر بالمعروف، والنهی عن المنکر، والزراعه، والبناء، وصله الأرحام، وزیاره الإخوان، وعیاده المریض، والتبسم فی وجه الأخ المؤمن، وتقبیل الولد، ومعالجه المریض، وإماطه الأذى، کل ذلک وسوى ذلک من الأعمال والأقوال والأحوال عباده ما دام الداعی إلى فعلها امتثال أمر الله والتقرُّب إلیه، فلا تنحصر العِباده  بتلک الأفعال التی یمارسها العبد بینه وبین الله فقط، بل تتسع دائرتها لتشمل علاقاته مع نفسه ومع محیطه الاجتماعی ومع الطبیعه، فکل عمل مُفید حَسَن یتقرَّب به إلى الله تعالى فهو عباده.

أما العباده فی الاصطلاح الفقهی فدائره مفهومها أضیق من المفهوم العام، لأنها عباره عن امتثال أمر الله فیما أمر، والکَفِّ عمّا نهى عنه، وما یؤدیه العبد من شعائر أمر الله بها، کالصلاه، والصیام، والزکاه، والحج وسوى ذلک مما یُصطلح علیه بالعبادات، وبعباره أخرى: هی تلک الأعمال الخاصه التی أوجبها المولى تعالى على عبده، فتقوم بربطه بخالقه، وأهم شروطها أن یؤدیها العبد امتثالاً لأمر الله، متقرِّباً بها إلیه.

فلا تصح الصلاه ولا الصیام ولا الحج ولا الزکاه من دون نیه، فلو صلى مئه مره ولم ینوِ بذلک امتثال أمر الله والتقرّب بها إلیه لم تُعَدّ عباده، وهذا مصطلح فقهی یقابل ما یُعرَف بالمعاملات التی لا یُشترط لصحتها التقرُّب بفعلها إلى الله تعالى، فلو باع شخص سیاره إلى شخص آخر فیصحّ البیع وتترتب علیه کل الآثار من انتقال المُلکیه من البائع إلى المُشتری ولو لم ینوِ البائع القربه لله ببیعه.

وما نلاحظه فیما تقدم أن للنیه دور رئیسی وأساسی فی جعل العمل عباده سواء کانت عباده بالمصطلح العام، أم بالمصطلح الفقهی الخاص، وعلى أساس النیه یُقبَلُ العمل أو لا یُقبَل، فإذا کانت خالصه لوجه الله لا یشوبها ریاء فالعباده مقبوله وتترتب علیها جمیع الآثار المَرجُوَّه من الثواب والجزاء الحَسَن، وطمأنینه القلب وسکون النفس، وإذا لم تکن النیه خالصه لوجه الله بل کانت مَشوبه بالریاء فلن ینال العابد منها إلا التَّعَبَ والنَّصَب.

“آفَهُ الْعِبـادَهِ الرِّیـاءُ” فالریاء یصیب العباده فی مَقتل، ویصیب العابد کذلک، ففضلاً عن أن الُمرائی بعبادته یستخِفُّ بالله تعالى، ویُلَبِّسُ على الناس، وهذا نوع من النفاق، فإنه لا ینال ما یصبو إلیه بریائه، فلو أثنى معظم الناس على عبادته لم یُرضِه ثناؤُهم بل یظل لاهثاً یطلب المزید، ولو بقی واحد لم یُثنِ علیه، انشغل قلبه بالواحد وغفل عن ثناء الباقین، وفی هذا ما فیه من القلق والاضطراب.

بقلم الکاتب والباحث اللبنانی فی الدراسات القرآنیه السید بلال وهبی

اکنا

 

لینک کوتاه : https://rahyafteha.ir/ar/?p=6164

نوشته مماثلة