قد أکَّدت النصوص الشریفه على ضروره تقصیر الأمل مع المحافظه على أصل الأمل، ولا تناقض بین الأمرین، بل یجب على المرء أن یعیش علیهما، أملٌ یجنِّبه الیأس، وتقصیر أملٍ یجنِّبه الغفله والنسیان، أملٌ یبنی به الدنیا، وتقصیر أمل یبنی به الآخره.
إن العباده لا تقتصر على الفرائض والنوافل بل تعمُّ کل استجابه لأمر الله تعالى فی مختلف مجالات الحیاه، فیمکنه أن یکون عابداً وهو یطلب العلم، ویعمل ویتواصل مع الناس، وکل عمل یتقرب به إلى الله تعالى، بل جاء فی الروایات أن خدمه الناس من أجَلِّ العبادات.
إن الدین یهدف إلى إحیاء الإیمان بالله تعالى وعدله ورحمته والإیمان بالعالم الآخر والبعث فی الإنسان، الإیمان لا یؤَسِّسُه الدین بل یکشف عنه، فالله تعالى الواحد الأحد هو أعظم الحقائق الوجودیه على الإطلاق.
إن العلم یعنی إدراک ما ینبغی، والعمل یعنی فعل ما یجب فعله، فإذا لم ینتهِ العلم إلى العمل، وإذا لم یتحوَّل إلى سلوک قویم وأفعال إیجابیه سلیمه، ونَفسٍ صالحه، فلا قیمه له، بل هو وَبَالٌ على حامله.
مکافأه الإحسان بالإحسان، والجمیل بالجمیل، والخیر بالخیر، والموده بالموده، والاحترام بالاحترام، خُلُق إنسانی رفیع، لا یناقش فیه جاهل فضلاً عن العاقل، لأنه أمرٌ مرکوز فی طبع الإنسان
إن الله تعالى لا یقدر على الإنسان إلا الخیر، ولا یقضی علیه إلا الخیر وما فیه مصلحته، وهذا ما نبَّه إلیه تعالى فی کتابه العزیز.
لا فرق بین البشر من حیث ما یجری علیهم من أحداث، وما یعبرونه من أزمات، فلا أحد منا إلا وتجری علیه أحداث متغایره، تتنوع بین السعه والضیق، والصحه والمرض، والسرور والحزن، والتعب والراحه، والصعود والهبوط، وفی هذا الاطار یدعونا الإمام علی (ع) یدعونا إلى التکیَّف مع الدهر، لأن معاندته لاتجلب إلا الخسران.
إن الدعاء سلاح ربانی منَحَهُ الله للإنسان به یحتمی من الشیطان، وبه یقوى على مواجهه التحدیات، وبه تقوى عزیمته، وبه یثبت أمام العدو، وبه یستحق النُّصره والعَون من الله، وبه یدفع عن نفسه السُّوء ویکشف الضُّرَّ.
قد أوجب الإسلام طلب العلم على کل مُسلم ومُسلمه، وکرم الله العلم واعتبره من أعلى الفضائل، وسبباً لکل فضیله، وکرَّم العلماء ورفع درجاتهم فی الدنیا والآخره، ولم یُساوِ بین الذین یعلمون والذین لا یعلمون.
إن الله تعالى قد قرّر فی شریعته السَّمحاء أنّ رعایه حقوق النّاسِ واجتناب أذاهم أوّل شروط الدخول فی الإسلام، وقد سمّى أتباعَ هذا الدّین “مسلمین” لهذه المیزه.