• امروز : یکشنبه, ۹ اردیبهشت , ۱۴۰۳
  • برابر با : Sunday - 28 April - 2024
2

رعایه حقوق النّاسِ أوّل شروط الدخول فی الإسلام

  • کد خبر : 6839
  • 27 آبان 1402 - 5:47
رعایه حقوق النّاسِ أوّل شروط الدخول فی الإسلام

إن الله تعالى قد قرّر فی شریعته السَّمحاء أنّ رعایه حقوق النّاسِ واجتناب أذاهم أوّل شروط الدخول فی الإسلام، وقد سمّى أتباعَ هذا الدّین “مسلمین” لهذه المیزه.

حسب موقع رهیافته( قاعده البیانات الشامله للمسلمین الجدد و المبلّغین و المهتدون)

وروِیَ عن الإمام علِیَّ (ع) أنه قال: “سالِمِ النّاسَ تَسْلَمْ دُنْیاکَ”
سالِم الناس، لا تُعادِهم، ولا تُؤْذِهم، تَسْلَم لک دنیاک وأخراک، هذه معادله یکشف عنها الإمام أمیر المؤمنین (ع) الإلتزام بها کفیل بِجَلبِ الراحه والطمأنینه للفرد وللمجتمع، وحسبک قارئی الکریم ما قاله الله تعالى فی وصف حال أهل الجنه: “لَا یَسْمَعُونَ فِیهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِیمًا ﴿۲۵﴾ إِلَّا قِیلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴿الواقعه/ ۲۶﴾.

إنَّ أهل الجَنَّه یَحیَون فی هدوء وطمأنینه، لا یعتدی أحد منهم على أحد، ولا یُعادی أحدٌ مِنهم أحداً، ولا یصدر أذىً من أحد على أحد، ویترفَّعون عن کل لغو، ویتنزَّهون عن کل إثم، حیاتهم کلها سلام، یرفُّ علیها السَّلام، ویشیع فیها السَّلام، تُسَلِّم علیهم الملائکه فی ذلک الجَوّ النَّاعِم الآمن المُطمئن، ویُسَلِّم بعضهم على بعض، ویَبلُغُهم السَّلام من الرحمن، فالجَوّ کله سلام سلام، وأمن وأمان، وَوِدٌ وإلفه، ووجوه باسمه، وقلوب صافیه، ونفوس طیِّبه، فأیُّ حیاه أطیب من تلک الحیاه؟! وطیبتها ناشئه من السَّلام الذی یُشیع بین أهلها، بَرِئَت قلوبهم من الغِل والحِقد، وألسنتهم من اللَّغو والإثم، فطابت وهنئَت.

فهل فی إمکان أهل الدنیا أن یجعلوا من حیاتهم طیِّبه، ومن عیشهم آمناً مُطمئناً؟. نعم. ذلک ممکن بلا نقاش، شرط أن تصفو نفوسهم، وتسلم قلوبهم، وتُصان ألسنتهم، فیَسْلَمون وتَسلَم حیاتهم.

رعایه حقوق الآخرین من أبرز الملامح الاسلامیه

إن من أبرز ملامح الشخصیه الإسلامیه رعایتها لحقوق الآخرین، وودها وحبها الخیر وسلمها لهم، وإشاعتها السَّلام معهم، واجتناب إیذائهم، وهذا المَلمح ضروری لها وواحد من أهم مکوناتها، بحیث لا یکون الفرد مُسلماً بدونه، وهذا ما قاله رسول الله (ص).

ورسول الله وحده الذی یقرِّر ملامح الشخصیه الإسلامیه، ووحده الذی یضع معاییر السلوک الإسلامی، قال (ص): “أیُّهَا النّاسُ! إنَّ العَبدَ لا یُکتَبُ مِنَ المُسلِمینَ حَتّى یَسلَمَ النّاسُ مِن یَدِهِ ولِسانِهِ، ولا یَنالُ دَرَجَهَ المُؤمِنینَ حَتّى یَأمَنَ أخوهُ بَوائِقَهُ، وجارُهُ بَوادِرَهُ، ولا یُعَدُّ مِنَ المُتَّقینَ حَتّى یَدَعَ ما لا بَأسَ بِهِ حِذارَ ما بِهِ البَأسُ”

إنّ هذا التعریف النبوی الشریف للإنسان المسلم یوضّح أنّ الله تعالى قد قرّر فی شریعته السَّمحاء أنّ رعایه حقوق النّاسِ واجتناب أذاهم أوّل شروط الدخول فی الإسلام، وقد سمّى أتباعَ هذا الدّین “مسلمین” لهذه المیزه، فهم سِلمٌ لبعضهم، لا یؤذی أحد منهم أحداً، ولا یمکر أحد منهم بأحد، ولا یبغی أحدٌ منهم على أحد.

ولهذا أیضا قرَّر الله تعالى وهو الشارع المقدس أن تکون تحیه الإسلام “السَّلامُ علیکم” وهی تحیه لیس مثلها تحیه بین أهل الأرض، تحیه ذات دلالات رائعه ومعنی سامیه تلتقی کلها عند إراده مُلقی التحیه السلام لمتلَقّی التحیه، فقد رُوِیَ عن رسول الله (ص) أنه قال: “السَّلامُ تَحِیَّهٌ لِمِلَّتِنا، وأمانٌ لِذِمَّتِنا”

وحین نراجع الروایات الشریفه فی هذا الشأن نجد التأکید على أمرین اثنین:

الأول: إفشاء السلام فی المجتمع، وإفشاء السلام لا یقتصر على إلقاء التحیه، بل هو دعوه إلى إشاعه السِّلم والمحبه والتعاون فی المجتمع، وفی ذلک الخیر کل الخیر، ولذلک جاء فی الحدیث عن رسول الله (ص) أنه قال: “أفشِ السَّلامَ یَکثُر خَیرُ بَیتِکَ” وجاء عنه (ص) أیضاً: “إنَّ السَّلامَ اسْمٌ مِنْ أسْماءِ اللَّهِ تعالى‏، فَأفشُوهُ بَینَکُم”.

الثانی: اجتناب العَداوه، لأن عواقبها على الفرد والمجتمع شدیده الخطوره، فهی تمحَق دین الفرد، وتجلب إلیه الشقاء، وتمحَق أمان المجتمع وتجلب إلیه العَناء، وما یدل على ضروره اجتناب العداوه ما قاله رسول الله (ص): “ما عَهِدَ إلَیَّ جَبرَئیلُ علیه السلام فی شَی‏ءٍ ما عَهِدَ إلَیَّ فی مُعاداهِ الرِّجالِ”.
وذکرت الروایات أن معاداه الناس تکشف عورات المَرء وعیوبه، وتجعله ذلیلاً، وتذهب بعِزِّته وکرامته، وأوصى الإمام أمیر المؤمنین (ع) بنیه فقال: “یا بَنِیَّ، إیّاکُم ومُعاداهَ الرِّجالِ، فإنَّهُم لا یَخلُونَ مِن ضَربَینِ: مِن عاقِلٍ یَمکُرُ بِکُم، أو جاهِلٍ یَعجَلُ عَلَیکُم” ومع هذه الآثار الخطیره لا یقدم على معاداه الناس إلا الجاهل الأحمق.
وأختم هذه المقاله بما رُوِیَ عن الإمام زین العابدین (ع) “لا تُعادِیَنَّ أحَداً وإن ظَنَنتَ أنَّهُ لا یَضُرُّکَ، ولا تَزهَدَنَّ فی صَداقَهِ أحَدٍ وإن ظَنَنتَ أ نَّهُ لا یَنفَعُکَ، فإنَّکَ لا تَدری مَتى‏ تَرجُو صَدیقَکَ، ولا تَدری مَتى‏ تَخافُ عَدُوَّکَ”.

بقلم الکاتب والباحث اللبنانی فی الدراسات القرآنیه السید بلال وهبی
اکنا
لینک کوتاه : https://rahyafteha.ir/ar/?p=6839

نوشته مماثلة

04اردیبهشت
النصوص الشریفه تؤکد على ضروره تقصیر الأمل
29فروردین
خدمه الناس من أجَلِّ العبادات