• امروز : جمعه, ۲۸ اردیبهشت , ۱۴۰۳
  • برابر با : Friday - 17 May - 2024
0

الله تعالى لا یقدر على الإنسان إلا الخیر

  • کد خبر : 6971
  • 01 دی 1402 - 7:29
الله تعالى لا یقدر على الإنسان إلا الخیر

إن الله تعالى لا یقدر على الإنسان إلا الخیر، ولا یقضی علیه إلا الخیر وما فیه مصلحته، وهذا ما نبَّه إلیه تعالى فی کتابه العزیز.

حسب موقع رهیافته( قاعده البیانات الشامله للمسلمین الجدد و المبلّغین و المهتدون)ورُوِیَ عن الإمام علِیَّ (ع) أنه قال: “شَرُّ الأُمُورِ التَّسَخُّطُ لِلْقَضاءِ”.

کلُّ ما یحدث لنا فی الحیاه یحدث بقضاء من الله وقَدَر، هذه هی الحقیقه الکبرى التی یجب أن یدرکها المؤمن، فما من شیء یحدث فی الوجود إلا بإراده الله ومشیئته، قال تعالى: “وَلَا تَقُولَنَّ لِشَیْءٍ إِنِّی فَاعِلٌ ذَٰلِکَ غَدًا ﴿۲۳﴾ إِلَّا أَنْ یَشَاءَ اللَّهُ وَاذْکُرْ رَبَّکَ إِذَا نَسِیتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَنْ یَهْدِیَنِ رَبِّی لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا ﴿الکهف/۲۴﴾.


لکن معظم الناس یُسیئون فهم القضاء الإلهی ویعتبرونه أمراً إجباریاً لا دخل لإرادتهم فیه، فیرمون بکامل المسؤولیه على الله تعالى ویبرِّؤون أنفسهم منها، وهذا الفهم المُنحرف هو المسؤول عن معظم النکسات والنکبات الفردیه والعامه التی ابتُلِیَت بها أمه الإسلام، بل جَرَّت علیها الکثیر من الویلات والضَّعف والهزائم. وقد استغل ذلک الحُکامُ المنحرفون فرَوَّجوا لهذا اللون من التفکیر، وأن الإنسان لا یملک إراده ولا قدره على التغییر من حال إلى حال، وأن علیه أن یستسلم لما هو کائن.

والحق أن الإنسان مسؤول عن معظم ما یحدث له، وأن عِلْمَ الله بما یکون لا یعنی أنه یُجبر الإنسان علیه، ولا  سلبه إرادته، فالإنسان موجود مختار مرید، وقد منحه الله هذا الاختیار لیکون قادراً على التقدم فی حیاته، فلو کان مُجبراً لعاش الحیاه على منوال واحد، ولم یتطور فی شیء، جُلُّ ما فی الأمر أن الله تعالى وضع سُنناً وقوانین، وسبَّبَ أسباباً وأجرى الوجود علیها، ومن أمثله ذلک، أن الله تعالى جعل النار مُحرقه، وعرَّف الإنسان کیفیه الاستفاده منها والتعامل معها، فمن أشعلها لیتدفّأ بها دَفَّأته، ومن ألقى بنفسه فیها أحرقته، فَکُلٌّ من الله تعالى، لکن العبد هو الذی یختار أن یتدفَّأ بها من قریب أو یُلقی بنفسه فی أتونها، ولما کان الله یعلم أن العبد سیلقی بنفسه فی أتون النار فی الیوم الفلانی والساعه والفلانیه والسبب الفلانی رغم وَعیه فإنه تعالى یقضی علیه بذلک، کما یقول أحدنا وهو یراقب ولداً یسیر على حافه جدار مرتفع یمیل یمیناً وشمالاً ولا یمسک بیده حبل نجاه أن الولد واقع لا محاله، ثم یقع. فلیس الناظر إلیه هو الذی أوقعه إنما سیره بهذه الحاله هو الذی تسبب له بالوقوع.

نعم: هناک أمور قضاها الله ابتداءً ولیس للإنسان إراده فیها ولا مشیئه، فوجوده قضاء إلهی، وحیاته فی الأرض قضاء إلهی، ومرضه قضاء إلهی، وموته قضاء إلهی، وانتقاله إلى الدار الآخره قضاء إلهی، ووجود فصول أربعه فی الأرض قضاء وتقدیر إلهیین، وهکذا فی سائر الأمور التی یًقدرها الله لصلاح الحیاه فی الأرض، حیاه الإنسان وحیاه سواه من المخلوقات والکائنات، فإن فَهِم الإنسان هذه الحقائق وتعامل معها بوعی أفلح وأنجز وتقدم وتطور، أما إذا عاکسها، أو جهلها، ولم یبذل جهداً لاکتشاف ما أودع الله من أسباب وعِلَلٍ فمن المُؤَکَّد أن یقع فی الکثیر من المصائب والبلایا.


إن الله تعالى لا یقدر على الإنسان إلا الخیر، ولا یقضی علیه إلا الخیر وما فیه مصلحته، وهذا ما نبَّه إلیه تعالى فی کتابه العزیز إذ قال: “أَیْنَمَا تَکُونُوا یُدْرِکْکُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ کُنْتُمْ فِی بُرُوجٍ مُشَیَّدَهٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَهٌ یَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَیِّئَهٌ یَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِکَ قُلْ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا یَکَادُونَ یَفْقَهُونَ حَدِیثًا ﴿۷۸﴾ مَا أَصَابَکَ مِنْ حَسَنَهٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَکَ مِنْ سَیِّئَهٍ فَمِنْ نَفْسِکَ وَأَرْسَلْنَاکَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَکَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِیدًا ﴿النساء/۷۹﴾ فالموت مصلحه للإنسان إذ به ینتقل من نشأه أدنى إلى نشأه أعلى، وولاده فی حیاه أخرى أرقى وأسمى، وبهذا فهو خیر ولیس کما یحسبه البعض شراً، وعلى المرء أن یُسلم لهذه الحقیقه الوجودیه الکبرى، ثم إن الآیه تنسب السیئه والحسنه إلى الله بالتفسیر الذی قدمته سابقاً فإن الله یعطی الإنسان قدره لینتفع بها فی وجوه الخیر فهذه حسنه، فإذا انتفع بها فی وجوه الشر کانت سیئه، وفی کلتا الحالتین القدره من الله، فمصدر القوه بید الله، فأما السیئات فهی من الناس وناتج قرارهم وإرادتهم.

فما یکون من الله -والله لا یکون منه إلا الخیر- لا یجوز أن یتسخَّطه الإنسان لأنه خیر على أن السُّخط على القضاء یزید من وقعه السلبی علیه، ویفقده القدره على التأقلم معه والثبات أمام نوازله وتداعیاته. أما ما یکون من الإنسان، ومعظم ما یُصاب به من مصائب هو ناتج عمله وقراراته مباشره أو بسبب غیره من الناس، ففی هذه الحال علیه أن یدرس خطواته جیداً، وأن یتمَعَّن فی الأسباب التی أدت إلى ذلک حتى یتمکن من معالجتها وتلافی الوقوع فیها مره أخرى.

بقلم الباحث اللبنانی فی الدراسات القرآنیه السید بلال وهبی

لینک کوتاه : https://rahyafteha.ir/ar/?p=6971

نوشته مماثلة

04اردیبهشت
النصوص الشریفه تؤکد على ضروره تقصیر الأمل
29فروردین
خدمه الناس من أجَلِّ العبادات