قد أکَّدت النصوص الشریفه على ضروره تقصیر الأمل مع المحافظه على أصل الأمل، ولا تناقض بین الأمرین، بل یجب على المرء أن یعیش علیهما، أملٌ یجنِّبه الیأس، وتقصیر أملٍ یجنِّبه الغفله والنسیان، أملٌ یبنی به الدنیا، وتقصیر أمل یبنی به الآخره.
إن العباده لا تقتصر على الفرائض والنوافل بل تعمُّ کل استجابه لأمر الله تعالى فی مختلف مجالات الحیاه، فیمکنه أن یکون عابداً وهو یطلب العلم، ویعمل ویتواصل مع الناس، وکل عمل یتقرب به إلى الله تعالى، بل جاء فی الروایات أن خدمه الناس من أجَلِّ العبادات.
قد أوجب الإسلام طلب العلم على کل مُسلم ومُسلمه، وکرم الله العلم واعتبره من أعلى الفضائل، وسبباً لکل فضیله، وکرَّم العلماء ورفع درجاتهم فی الدنیا والآخره، ولم یُساوِ بین الذین یعلمون والذین لا یعلمون.
إن الله تعالى قد قرّر فی شریعته السَّمحاء أنّ رعایه حقوق النّاسِ واجتناب أذاهم أوّل شروط الدخول فی الإسلام، وقد سمّى أتباعَ هذا الدّین “مسلمین” لهذه المیزه.