• امروز : پنجشنبه, ۱۳ اردیبهشت , ۱۴۰۳
  • برابر با : Thursday - 2 May - 2024
2

أبوالفضل العباس(ع) خرج مع الامام الحسین(ع) بدافع الاعتقاد بإمامته

  • کد خبر : 6430
  • 07 مرداد 1402 - 6:30
أبوالفضل العباس(ع) خرج مع الامام الحسین(ع) بدافع الاعتقاد بإمامته

إن أبا الفضل العباس لم یخرج مع الحسین (ع) بدافع الأخوه، بل خرج معه بدافع الاعتقاد بإمامته کما صَرَّح فی غیر موضع، کان یرى أخاه الحسین إماماً مُفتَرض الطاعه، وکان على یقین من حقانیه نهضته الشریفه، فانطلق معه لهذا الواجب المقدس.

حسب موقع رهیافته ( قاعده البیانات الشامله للمسلمین الجدد و المبلّغین و المهتدون)“اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا أبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الأَرْواحِ الَّتی حَلَّتْ بِفِنائِکَ، عَلَیْکَ مِنّی سَلامُ الله أَبَداً ما بَقیتُ وَبَقِیَ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّی لِزِیارَتِکُمْ”.

روى الطبری فی تاریخه قال: … وجاءَ شِمرٌ حَتّى وَقَفَ عَلى أصحابِ الحُسَینِ (ع)، فَقالَ: أینَ بَنو أُختِنا؟ فَخَرَجَ إلَیهِ العَبّاسُ وجَعفَرٌ وعُثمانُ بَنو عَلِیٍّ (ع)، فَقالوا لَهُ: ما لَکَ وما تُریدُ؟ قالَ: أنتُم یا بَنی أختی آمِنونَ. قالَ لَهُ الفِتیَهُ: لَعَنَکَ اللّهُ ولَعَنَ أمانَکَ! لَئِن کُنتَ خالَنا. أتُؤمِنُنا وَابنُ رَسولِ اللّهِ (ص) لا أمانَ لَهُ؟!.
 وروى مؤلف کتاب الفُتوح قال: أقبَلَ شِمرُ بنُ ذِی الجَوشَنِ حَتّى وَقَفَ عَلى مُعَسکَرِ الحُسَینِ (ع) فَنادى بِأَعلى صَوتِهِ: أینَ بَنو اُختِنا عَبدُ اللّهِ وجَعفَرٌ والعَبّاسُ بَنو عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ! فَقالَ الحُسَینُ (ع) لِإِخوَتِهِ: أجیبوهُ وإن کانَ فاسِقاً، فَإِنَّهُ مِن أخوالِکُم! فَنادَوهُ فَقالوا: ما شَأنُکَ وما تُریدُ؟ فَقالَ: یا بَنی أُختی، أنتُم آمِنونَ، فَلا تَقتُلوا أنفُسَکُم مَعَ أخیکُمُ الحُسَینِ، وَالزَموا طاعَهَ أمیرِ المُؤمِنینَ یَزیدَ بنِ مُعاوِیَهَ!
فَقالَ لَهُ العَبّاسُ بنُ عَلِیٍّ (ع): تَبّا لَکَ یا شِمرُ، ولَعَنَکَ اللّهُ، ولَعَنَ ما جِئتَ بِهِ مِن أمانِکَ هذا یا عَدُوَّ اللّهِ! أتَأمُرُنا أن نَدخُلَ فی طاعَهِ العِنادِ ونَترُکَ نُصرَهَ أخینَا الحُسَینِ(ع)؟!.
وروى مؤلف کتاب الملهوف: أن العَبّاس (ع) قال: أتَأمُرُنا أن نَترُکَ أخانا وسَیِّدَنَا الحُسَینَ بنَ فاطِمَهَ ونَدخُلَ فی طاعَهِ اللَّعناءِ أولادِ اللَّعناءِ؟!
محاوله خبیثه من خبیث قد خَبُثَ أصله ومعدنه، الشِّمرُ اللعین، للتفریق بین الحسین (ع) وأخوته، وموقف نبیل شجاع ینضح بالنُّبل والوفاء والوعی والبصیره من العباس وأخوته.
الشمر اللعین المطرود من رحمه الله والملعون على لسان کل حُرٍّ أَبِیٍّ یحاول أن یستمیل إلیه العباسَ وأخوته معتمداً على عامل القرابه بینه وبینهم من جهه أمهم الشریفه الأبیه، التی أخلصت للحسین ووفَّت الحُبَّ له والاهتمام به، وقدَّمت السؤال عنه عندما رجع موکب السبایا إلى المدینه قبل أن تسأل عن أبنائها الأربعه، وحزنت علیه أکثر من حُزنها علیهم، ورَبَّت أولادها وفی مقدمهم أبو الفضل العباس على الوفاء للحسین (ع) واحترامه، وأجلال مقامه، والذَّود عنه، وفدائه بأنفسهم، والموت بین یدیه، وقد کان لها ما أرادت، وأینع فی نفوسهم ما زرعت، فضرب العباس وأخوته أروع الأمثله فی الدفاع عن الحسین (ع) والفداء له بأنفسهم ومُهَجِهم، فهذا العباس (ع) یرمی الماء من یده وهو على العقمی عطشان ظمآن وأحوج ما یکون إلى شربه ماء، یرمیه من یده ویقول: أأشرب الماء وأخی الحُسَین عطشاناً؟!، وعندما تُقطَع یمینه المُقَدَّسه یقول: واللهِ إن قطعتم یمینی، إنی أحامی أبداً عن دینی، وعن إمامٍ صادق الیقین، نجل النبی الطاهر الأمینِ.
ولعَلَّ هذا النُّبل والوفاء والإخلاص والفُتُوَّه فی العباس وأخوته قد غاب عن الشِّمر اللعین، وطبیعی أن یغیب عنه وهو الوَضیع الخَؤون الذی لم یعرف النُّبل والوفاء والإخلاص والحَمِیَّه والشهامه والرجوله یوماً فی حیاته، فیظنَّ أنهم مثله، وأن فی إمکانه أن یوقع بینهم وبین أخیهم الحسین، وسیدهم الحسین، وإمامهم الحُسین، ولیس من عجَب فی ذلک، فکل إناءٍ بما فیه ینضحُ، والمرء یرى الآخرین بحسب حاله کما یقول أمیر المؤمنین (ع) فالفاسد یرى الناس فاسدین لأنه ینظر إلیهم بحسبه هو، والخائن یرى الناس خَوَنه، والذی یسهل علیه أن یبیع دینه وأن یدعسَ على قِیَمِه یرى الناس کذلک، والشِّمرُ کذلک، وهو یحاول الساعه أن یستمیل العباس وأخوته إلیهم کی یبقى الحُسین (ع) وحیداً فریداً یسهُل علیهم أن یحتوشوه من الجوله الأولى.
ولعّلَّ الشِّمر اللعین یعرف مکانه الحسین (ع) عن العباس، ومکانه العباس عند الحُسین (ع) فالعباس لم یخرج مع الحسین (ع) بدافع الأخوه، بل خرج معه بدافع الاعتقاد بإمامته کما صَرَّح فی غیر موضع، کان یرى أخاه الحسین إماماً مُفتَرض الطاعه، وکان على یقین من حقانیه نهضته الشریفه، فانطلق معه لهذا الواجب المقدس، وکان حامل لوائه، واللواء لا یُعطى إلا للأشجع والأثبت فی المیدان. وکان الحُسین (ع) یرى فی العباس وحده جیشاً کاملاً، وعِماداً یعتمد علیه فی المُلمات، ویوکِل إلیه إنجاز المهمَّات الأصعب، یدل على ذلک انکسار ظهره الشریف بشهادته.
لقد باءت محاوله الشِّمر الخبیث اللعین بالفَشَل، وکیف لا تخیب وهو یحاول مع معدن الوفاء والنخوه والحمیه، والوَعی والبصیره، إذ أجابوه جمیعاً: *”لَعَنَکَ اللّهُ ولَعَنَ أمانَکَ! لَئِن کُنتَ خالَنا. أتُؤمِنُنا وَابنُ رَسولِ اللّهِ (ص) لا أمانَ لَهُ؟!”*. وعلى النقل الآخر أجابه العباس باسمهم جمیعاً: *”أتَأمُرُنا أن نَترُکَ أخانا وسَیِّدَنَا الحُسَینَ بنَ فاطِمَهَ ونَدخُلَ فی طاعَهِ اللَّعناءِ أولادِ اللَّعناءِ؟!”* فکیف یتخَلَّى أبو الفضل عن سَیِّده وإمامه الحسین ابن فاطمه؟! وکیف یدخل فی طاعه اللُعَناء أولاد اللُعَناء؟! إن ذلک لا یکون من مثل العباس أبداً.
بقلم الکاتب والباحص اللبنانی فی الدراسات القرآنیه السید بلال وهبی
اکنا
لینک کوتاه : https://rahyafteha.ir/ar/?p=6430