• امروز : جمعه, ۷ اردیبهشت , ۱۴۰۳
  • برابر با : Friday - 26 April - 2024
2

الحِلم من أشرف الخصال وأکمل السَّجایا

  • کد خبر : 6206
  • 25 اردیبهشت 1402 - 6:40
الحِلم من أشرف الخصال وأکمل السَّجایا

إن الحِلم من أشرف الخصال وأکمل السَّجایا، وهو من سِمات النبل، ودلیل على سُمُوٍّ الأخلاق، وداعٍ من دواعی العِزَّه والکرامه، وینشأ من احترام الذات وإکرام النفس عن مجاراه السفهاء فی طیشهم وجهالتهم، والتَّرَفُّعِ عن مقابلتهم بالمثل، لأن مجاراه السفیه فی سفهه تجعل الإثنین سواء، ومقابلته بمثل أفعاله تَرَدٍ وسقوط فی بؤرته.

حسب موقع رهیافته ( قاعده البیانات الشامله للمسلمین الجدد و المبلّغین و المهتدون)رُوِیَ عن الإمام علِیَّ (ع) أنه قال: “آفَهُ الْحِلْمِ الذُّلُّ”.

الحِلْمُ: التَّأَنِّی والصَّبْرُ، یُقال: حَلُمَ، أی تَأَنَّى وصَبَرَ ولم یَتَعَجَّلْ. ویأْتی الحِلْمُ بِمعنى السُّکُونِ وضَبْطِ النَّفْسِ عند مُثیرات الغضب.

والحِلم من أشرف الخصال وأکمل السَّجایا، وهو من سِمات النبل، ودلیل على سُمُوٍّ الأخلاق، وداعٍ من دواعی العِزَّه والکرامه، وینشأ من احترام الذات وإکرام النفس عن مجاراه السفهاء فی طیشهم وجهالتهم، والتَّرَفُّعِ عن مقابلتهم بالمثل، لأن مجاراه السفیه فی سفهه تجعل الإثنین سواء، ومقابلته بمثل أفعاله تَرَدٍ وسقوط فی بؤرته.
{
وقد مدح الله الحِلمَ وکشف عن أنه صفه رئیسیه من صفات عباد الرحمن، فقال: “وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا”﴿۶۳/ الفرقان﴾  إن عباد الله یمشون على الأرض مشیه هَیِّنه سهله لیس فیها تکبر ولا تعاظم ولا استعلاء ولا تصَنُّع، وهم فی جِدِّهم وَوَقارهم لا یلتفتون إلى حماقه الحَمقى، ولا تشغلهم سفاهه السفهاء وطیشهم، فلا یدخلون معهم فی جدال ومهاترات، إذا خاطَبَهم الجاهلون قالوا سلاماً، لا یقولون ذلک من ضَعف وهَوان، ولا من مَهانه وصَغار وذله، ولکن عن ترَفُّعٍ وسُمَوٍّ، وتعالٍ بالنفس عمّا یوبقها ویُسیء إلى کرامتها ورفعتها.

أمّا الروایات الشریفه فوصفت الحِلمَ بأنه سَجِیَّه فاضله، وغِطاء ساتِرٌ یُظهر نقاط القوه فی شخصیه الإنسان ویستر نقاط الضعف فیها، وأنه نورُ جَوهره العقل، ودلیل على تمامه وکماله، وأنه یحجب المرء عن الآفات الأخلاقیه الرذیله، ویجعله أهلاً للرئاسه والسِّیاده والقیاده، ویورثه الوَقار والعِزَّه، ویُزینه فی عیون الناس، وجاء عن الإمام أمیر المؤمنین (ع): “وَجَدْتُ الحِلمَ والاحْتِمالَ أنْصَرَ لی مِن شُجْعانِ الرِّجالِ”*. وجاء عنه أیضاً: *”مَن غاظَکَ بقُبْحِ السَّفَهِ علَیکَ، فَغِظْهُ بحُسنِ الحِلمِ عَنهُ”.

والحِلم کغیره من الفضائل الأخلاقیه یحتاج إلى تَنمیَه، ولذلک دعَت الروایات الشریفه المؤمن إلى التَّحَلُّمِ وذلک بأن یُمْسِک بغضبه حین یغضب، ویترَّفَّع عن مقابله المسیء بالإساءه، ویستمِرّ على ذلک حتى یصیر الحلم مَلَکه من مَلَکاته الأخلاقیه بحیث یحْلُم تلقائیاً فی جمیع المواقف دون تفکیر مُسَبَّقٍ، فقد رُوِیَ عن الإمام أمیر المؤمنین (ع) أنه قال: “إنْ لَم تَکُن حَلیماً فَتَحَلَّمْ، فإنَّهُ قَلَّ مَن تَشبَّهَ بقَومٍ إلّا أوْشَکَ أنْ یکونَ مِنهُم”*. ورُوِیَ عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: *”إذا لَم تَکُنْ حَلیماً فتَحَلَّمْ”.

وقد تسأل قارئی الکریم: من أین ینشأ الحِلمُ، وبکلمه أخرى: ما هی الأمور التی تجعل الإنسان حلیماً؟

أقول: “قد ذکرت الروایات الشریفه جُمله من المَناشئ والأسباب. *منها: کمال عقل الإنسان، فالعقل وهو من أعظم نعم الله على الإنسان یدعوه إلى التَّرَفُّعِ عن الدخول فی مهاتره مع المسیء، أو أن ینزل إلى مستوى الخسیس من الناس. ومنها: العلم فهو أیضاً یدعو الإنسان إلى الترفُّع عن مقابله الجاهلین بمثل منطقهم وأسلوبهم. ومنها: عُلُوُّ الهِمَّه فکلما عَلَت هِمَّه المَرء وسَمَت أهدافه وغایاته ترفَّعَ عن کل ما یعیق تقدمه نحن أهدافه وغایاته مما یفعله الجاهلون”.

أما عن الآثار الطیبه الجلیله التی ینتجها الحِلم فقد ذکرها رسول الله (ص) بقوله: “فأمّا الحِلمُ فمِنهُ رُکوبُ الجَمیلِ، وصُحبَهُ الأبْرارِ، ورَفْعٌ مِن الضَّعَهِ، ورَفْعٌ مِن الخَساسَهِ، وتَشَهّی الخَیرِ، وتَقَرُّبُ صاحِبِه مِن مَعالی الدَّرَجاتِ، والعَفوُ، والمَهلُ، والمَعروفُ، والصَّمتُ، فهذا ما یَتَشَعّبُ للعاقلِ بحِلمِهِ”.

وهنا أمر مُهِمٌ نَبَّه إلیه الإمام (ع) فی جَوهرته وهو أنَّ الحِلمَ مَمدوح فی کل المواقف إلا إذا أدّى إلى ذُلِّ الحلیم، إن الحلم غالباً ما یؤدی إلى أن یرعوی السفیه عن سَفَهِه، ولکنه إذا أدّى إلى مَزید من السَّفَه والجُرأه والرُّعونه والطیش، فالرَدُّ علیه هو الأولى.

بقلم الکاتب والباحث اللبنانی فی الدراسات القرآنیه السید بلال وهبی

اکنا

لینک کوتاه : https://rahyafteha.ir/ar/?p=6206