• امروز : جمعه, ۱۴ اردیبهشت , ۱۴۰۳
  • برابر با : Friday - 3 May - 2024
0

شریعه الإسلام تهدف إلى تکریس فِعل المعروف فی الناس

  • کد خبر : 5648
  • 19 آذر 1401 - 9:24
شریعه الإسلام تهدف إلى تکریس فِعل المعروف فی الناس

إن شریعه الإسلام تهدف إلى تکریس فِعل المعروف فی الناس، بحیث یعتاد الناس على فعله حتى یصیر ملکه من ملکاتهم الأخلاقیه الرفیعه، فقد رُوِیَ عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنه قال: “اصْنَعْ المَعْروفَ إِلى کُلِّ أَحَدٍ، فَإِنْ کانَ أَهْلَهُ وإِلّا فَأَنْتَ أَهْلُهُ”.

حسب موقع رهیافته ( قاعده البیانات الشامله للمسلمین الجدد و المبلّغین و المهتدون): ورُوِیَ عن الإمام علِیَّ (ع) أنه قال: “المَعْروفُ قُروضٌ”

المَعروفُ هو العمل الحَسَنُ الذی یستوجب المدح والثناء من العقلاء، والثواب من الله تعالى، وهو اسم جامع لکل ما عُرِفَ من طاعه الله، والتقرُّب إلیه، والإحسان إلى الناس بکل ما نَدَب إلیه العقل والشرع، وهو الذی تعرفه النفوس المستقیمه، وتسکن إلیه القلوب السلیمه.

وقد مدحت الشریعه الإسلامیه الغرَّاء المعروف، وحَثَّت المسلم على أن یکون من أهله، ومَدحت الذی یصنعه مع الناس الذین یستحقونه، وکشفت عن أجره العظیم وثوابه الجزیل، واهتمت بإرساء هذا الفعل النبیل بین أفراد المجتمع، فقد جاء فی الحدیث عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنه قال: “رَأیتُ المَعـروفَ کَاسمِهِ ، ولَیسَ شَیءٌ أفضَلَ مِنَ المَعروفِ إلاّ ثَوابُهُ وذلکَ یُرادُ مِنهُ، ولَیسَ کُلُّ مَن یُحِبُّ أن یَصنَعَ المَعروفَ إلَى النّاسِ یَصنَعُهُ، ولَیسَ کُلُّ مَن یَرغَبُ فیه یَقدِرُ عَلَیهِ، ولا کُلُّ مَن یَقدِرُ عَلَیهِ یُؤذَنُ لَهُ فیهِ، فإذا اجتَمَعَتِ الرَّغبَهُ والقُدرَهُ والإذنُ فهُنالِکَ تَمَّتِ السَّعادَهُ لِلطّالِبِ والمَطلوبِ إلَیهِ”

وجعلت الشریعه السَّمحاء لِصُنع المعروف منطلقات ثلاثه:
الأول: التقرَّب به إلى الله تعالى، فالله یحبُّ المعروف ویحب أهله، وهو صاحب کل معروف وسببه، فیفعله العبد باعتباره محبوباً لله، ویحرص أن یکون من أهل المعروف باعتباره صفه کمال یرغب العاقل فی الاتصاف بها، ومن هذا المنطلق فإنه لا یتطلع إلى ثناء الناس ومدحهم، ولا یرجو منهم مقابلاً لمعروفه، بل یتطلع إلى نفس الفعل یراه کمالاً یقرِّبه من الله تعالى ذی المعروف فیفعله متقرباً به إلیه، ولیکون متخلِّقاً بأخلاق الله تعالى وتلک أعلى أمانیه وأهم غایاته.

الثانی: إن شریعه الإسلام تهدف إلى تکریس فِعل المعروف فی الناس، بحیث یعتاد الناس على فعله حتى یصیر ملکه من ملکاتهم الأخلاقیه الرفیعه، فقد رُوِیَ عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنه قال: “اصْنَعْ المَعْروفَ إِلى کُلِّ أَحَدٍ، فَإِنْ کانَ أَهْلَهُ وإِلّا فَأَنْتَ أَهْلُهُ”.

الثالث: إقامه الحیاه الاجتماعیه على أساس المعروف بحیث یکون جمیع أفراد المجتمع من أهل المعروف والخیر، فإذا کانوا کذلک شاع بینهم التعاون والتکافل والحُبُّ، فیشعر غنیهم بحاجه فقیرهم، ویحب فقیرُهم غنیهم، یتبادلون فیما بینهم النَّفع والعطاء، ویدعون جمیعا إلى الخیر، فیکونوا جمیعا کالجسد الواحد، والبُنیان المرصوص.

إن الحیاه الإنسانیه قائمه على حاجه الإنسان إلى أخیه، هکذا قضت حکمه الحکیم الخبیر، وقضت أن تکون العلاقه بین الأفراد تبادلیه کلٌّ منهم یبادل الآخر العطاء والخدمه والعَونَ والمعروف، کل واحد یقترض المعروف من الآخرین ویقرضهم إیاه.

الإمام أمیر المؤمنین (ع) یقول: “المَعْروفُ قُروضٌ” ومعنى ذلک أن تقابل المعروف بالمعروف، فإن ذلک مما یأمر به العقل وهو مصداق لحکمه الذی ذکره الله تعالى فی کتابه المجید إذ قال: “هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ”﴿۶۰/ الرحمن﴾. فإن لم تَقْدِر على مقابله المعروف بالمعروف فأَثنِ علیه وامدحه واشکر صانعه، فقد جاء فی الحدیث الشریف عن رسول الله (ص) أنه قال: “مَنْ أُتِیَ إِلَیْهِ مَعْرُوفٌ فَلْیُکَافِئْ بِهِ، فَإِنْ عَجَزَ فَلْیُثْنِ عَلَیْهِ، فَإِنْ لَمْ یَفْعَلْ فَقَدْ کَفَرَ النِّعْمَهَ “.

بقلم الکاتب والباحث اللبنانی فی الدراسات القرآنیه “السید بلال وهبی”

اکنا

لینک کوتاه : https://rahyafteha.ir/ar/?p=5648

نوشته مماثلة