حسب موقع رهیافته ( قاعده البیانات الشامله للمسلمین الجدد و المبلّغین و المهتدون)وأشعل “دینیس” النیران عمداً فی الجناح الشرقی من المسجد الأقصى المبارک، فیما هب المصلون بشکل جماعی لإطفاء الحریق، فی عمل استغرق ساعات طویله.
ولا تزال اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى مستمره بإقامه مشاریع وأنفاق، والحفر أسفل الحرم القدسی ما یهدد أساساته والأسوار الجانبیه والساحات.
اقتحام بذکرى الإحراق
أوضحت إداره المسجد الأقصى المبارک التابعه لدائره الأوقاف الإسلامیه بالقدس المحتله، أن “عده مجموعات من المستوطنین اقتحموا المسجد الأقصى من باب المغاربه صباح الیوم بحمایه قوات الشرطه الإسرائیلیه”.
ولفتت فی حدیثها لـ”عربی۲۱″، أن “عناصر الجماعات الاستیطانیه قاموا بجولات استفزازیه فی باحات المسجد الأقصى، والعدید من المقتحمین للأقصى قاموا بأداء طقوس وصلوات تلمودیه وانبطاحات فی ساحات الأقصى”.
وذکرت إداره الأقصى، أن “أداء المستوطنین لصلواتهم التلمودیه یترکز فی عده أماکن داخل الأقصى منها؛ منطقه الحوش عند باب الرحمه، بجوار باب القطانین، وأیضا مقابل مصلى قبه الصخره”.
وأفادت إداره الأقصى، أن “هناک تواجد لقوات الاحتلال على أبواب المسجد الأقصى، حیث تقوم بتفتیش المصلین القادمین للصلاه فی الأقصى حجز هوایات البعض”، معربه عن ألمها لقله عدد المصلین والمرابطین داخل الأقصى.
بدوره، حذر رئیس الهیئه الإسلامیه العلیا فی مدینه القدس المحتله وخطیب المسجد الأقصى، الشیخ عکرمه صبری، من خطوره استمرار الاقتحامات الإسرائیلیه التهویدیه للمسجد الأقصى المبارک.
وأوضح فی تصرح خاص لـ”عربی۲۱″، أن “هدف زیاده وتواصل هذه الاقتحامات، أن تصبح مألوفه لدینا ونستسلم لهذا الواقع الجدید”.
ونبه الشیخ صبری، أن “اقتحامات المستوطنین للأقصى تطورت، حیث یقوم هؤلاء بارتداء الملابس الکهنوتیه الخاصه بهم، وأیضا یمارسون صلوات تلمودیه دینیه فی المنطقه الشرقه داخل المسجد الأقصى”، مؤکدا أن “العدوان الإسرائیلی على المسجد الأقصى، زاد وتطور”.
تفاصیل مؤلمه
وکان الشیخ عکرمه صبری، روى سابقاً کأحد الشهود على الحریق تفاصیل ما جرى.
وقال إنه “قبیل الساعه السابعه إلا ربعاً من صباح یوم الخمیس ۲۱ آب/ أغسطس ۱۹۶۹، شاهدنا لهیب النار ینبعث من المسجد الأقصى وفی سماء مدینه القدس”.
وتابع صبری حدیثه عن الحریق الذی شبّ قبل ۵۴ عاماً: “کنت أسکن فی حی واد الجوز، القریب من المسجد، وهرعت، کما خرج جمیع جمیع الناس رجالا ونساء وأطفالا وکبار سن، إلى المسجد لإطفاء الحریق (…)، لإطفاء الحقد العدوانی ضد الأقصى”.
وأردف صبری: “کان الناس ینقلون التراب فی أوان یدویه، وینقلون الماء من البیوت المجاوره للمسجد الأقصى من أجل إطفاء الحریق”، مستذکرا تلک اللحظات الألیمه: “کان الناس یهللون ویکبرون، ولکنهم فی ذات الوقت کانوا یبکون حزنا على ما حلّ بمسجدهم”.
ولفت الشیخ صبری إلى أن الناس کانوا یصطفون فی صفوف طویله، فی أثناء نقل التراب والماء لإطفاء الحریق، مضیفا أنه “حتى ذلک الحین، لم تکن سیارات الإطفاء قد وصلت إلى المسجد، من أجل إخماد الحریق”.
وقال الشیخ صبری: “فی الساعه العاشره صباحاً، حاولت سیارات الإطفاء التی قدمت من بلدیات الخلیل ورام الله وبیت لحم (بالضفه الغربیه المحتله) الوصول إلى القدس، ولکن سلطات الاحتلال عرقلت وصولها لبعض الوقت”.
ویستذکر الشیخ صبری أنه “فقط بعد تدخل سیارات الإطفاء تم إخماد الحریق فی ساعات العصر”، لافتا إلى أن الحریق کان قد التهم منبر صلاح الدین، والمحراب، وأجزاء کبیره من الجهه الشرقیه للمسجد.
وقال الشیخ صبری: “لقد التهم الحریق منبر صلاح الدین ومحراب المسجد والقبه فوق المنبر، وسقف المسجد من الجهه الشرقیه، حیث کان السقف عباره عن خشب ورصاص فکان الحریق سریعا”، منوها إلى أن “المواد التی تم استخدامها فی إضرام الحریق شدیده الاشتعال، ولا توجد فی الأسواق، وإنما تتوفر لدى الدول فقط، وهو ما یؤکد أن الحریق کان مدبرا”.
الحریق لا یزال مشتعلاً
قال الشیخ عمر الکسوانی، مدیر المسجد الأقصى: “لقد أخمد الحریق الذی أضرمه المجرم روهن فی العام ۱۹۶۹ ومنذ ذلک الوقت تم ترمیم المسجد الأقصى”، مضیفا أن “هناک حرائق من نوع آخر ما زالت مستمره فی المسجد الأقصى وهی الانتهاکات الإسرائیلیه”.
وأشار الکسوانی فی تصریحات سابقه إلى أن “الاقتحامات الإسرائیلیه للمسجد الأقصى والحفریات فی محیطه ومحاولات إسرائیل التدخل فی شؤون المسجد عبر فرض القیود على عمل دائره الأوقاف الإسلامیه بالقدس، واعتقال وإبعاد المصلین”. وأضاف: “کل هذه الانتهاکات هی بمثابه حرائق مستمره”.
ومنذ العام ۲۰۰۳، سمحت شرطه الاحلتال الإسرائیلیه أحادیا ودون موافقه دائره الأوقاف الإسلامیه بمدینه القدس للمستوطنین باقتحام المسجد الأقصى من خلال باب المغاربه فی الجدار الغربی للمسجد.
ومنذ ذلک الحین یقوم آلاف المستوطنین الإسرائیلیین سنویا باقتحام المسجد بحراسه الشرطه الإسرائیلیه، یومیا ما عدا الجمعه والسبت من کل أسبوع، وسط استفزازات للمصلین وحراس المسجد من خلال محاوله أداء طقوس تلمودیه.
وبموازاه ذلک فقد تصاعدت الدعوات الإسرائیلیه، خلال السنوات الماضیه، لتقسیم المسجد الأقصى زمانیا ومکانیا بین المسلمین والیهود.
المصدر: عربی ۲۱
