• امروز : سه شنبه, ۲۸ فروردین , ۱۴۰۳
  • برابر با : Tuesday - 16 April - 2024
0

الحیاه العلمیه والسیاسیه فی زمن الإمام الباقر(ع)

  • کد خبر : 5072
  • 16 تیر 1401 - 6:35
الحیاه العلمیه والسیاسیه فی زمن الإمام الباقر(ع)

یوافق السابع من شهر ذی الحجه الذکرى الألیمه لاستشهاد الإمام أبی جعفر محمد بن علی الباقر علیه السلام، وبهذه المناسبه نسلط الضوء على الحیاه العلمیه والسیاسیه فی زمن الإمام الباقر(ع):

حسب موقع رهیافته ( قاعده البیانات الشامله للمسلمین الجدد و المبلّغین و المهتدون) إن العالم الإسلامی استمد من الإمام الباقر ( علیه السلام ) جمیع مقومات نهوضه وارتقائه فی المنهج الحضاری، وأما الحیاه العلمیه والسیاسیه فی زمن الإمام الباقر(ع)، فهی:

أولاً : الحیاه العلمیه والثقافیه :

لقد أثرت الحیاه السیاسیه وما سادها من قلق واضطرابات على الحیاه العلمیه تأثیراً سلبیاً واضحاً ، ظهرت معالمه بکثیر من الجمود والخمول فی عصر الإمام الباقر ( علیه السلام ) .
فالتیارات السیاسیه التی حَرَّفت الناس وتهالکت من خلالها البیوتات الرفیعه على الظفر بالحکم ، والطاقات البشریه والمالیه استهلکت جمیعها فی حروب طاحنه ومذهله .
والنکبات الفظیعه التی مُنِیت فیها الأمّه ، وجرت علیها أفدح الخسائر المادیه والبشریه .
کل ذلک أثَّر على الحرکه العلمیه ، وجعلها تتردَّى ضموراً وانحلالاً .
أما الحیاه الثقافیه فی عصر الإمام الباقر ( علیه السلام ) فقد مَرَّت بحاله من الجمود ، وکانت ضحله للغایه .
لأنَّ معظم الناس من حُکَّام ومحکومین ابتعدوا عن الأخلاق النبیله ، والمثل العلیا التی جاء بها الإسلام ، وعادوا إلى جاهلیتهم الأولى من عصبیه قبلیه ، وتفاخر بالآباء والأنساب .
وکان الطابع العام للأدب فی ذلک العصر هو التفاخر والتنابز ، ولم یکن یمثل وعیاً فکریاً ، بل کُلّه شَرٌّ وضرر للناس جمیعاً .

ثانیاً : الحیاه السیاسیه :

أصبحت الحیاه السیاسیه بسبب التنازع الداخلی ، والعصبیه القبلیه المدمره فی ذلک العصر وضیعه وبشعه للغایه .
فالفتن والاضطرابات عَمَّت بین الناس فی البلاد ، وبدأت أحداث رهیبه ومفجعه أدَّتْ إلى فقدان الأمن ، وانتشار الخوف .
ثم تطوَّرَت هذه الأحداث ، فقامت ثورات دامیه ذهب ضحیتها آلاف الأبریاء ، وهذا بلا ریب نتیجه السیاسه الأمویه الخاطئه ، التی کان کل هَمُّها تحقیق أهدافها الخاصه ، ومآربها الشخصیه ، بعیداً عن مصالح شعوبها العامه .
ونتج عن ذلک وجود أحزاب سیاسیه کل منها کان یسعى لتحقیق غایاته ، ونشر مبادئه ، التی تتعارض مع الأحزاب الأخرى .

دورالإمام الباقر ( علیه السلام ) :

أطلَّ الإمام الباقر ( علیه السلام ) على عالم ملیء بالاضطرابات ، والفتن ، والأحداث الدامیه .
فنظر ( علیه السلام ) إلى الحیاه من حوله ، فوجدها قد فقدت جمیع مقوِّمَاتها ولم تعد کما أرادها الله فی وحدتها ، وتطورها ، فی میادین العلم والعطاء .
فلم یجد ( علیه السلام ) بُداً إلا أن یقوم بواجبه الشرعی لإعاده مَجْد الأمه الإسلامیه ، ورَدِّها إلى الخط السلیم ، وبناء کیانها الحضاری ، ولا یتم ذلک إلا عن طریق منائر العلم وصروح الفکر .
فانصرف ( علیه السلام ) عن کل تحرک سیاسی ، واتَّجه صوب العلم وحده ، متفرغاً له فی عزلته فی المدینه المنوره ، حصن الإسلام الأمین .
وفی هذا الحصن المنیع کان یَخفُّ إلیه العلماء من أعیان الأمه ، وسائر الأقطار ، للاستفسار والشرح والتحصیل .
وکان مِمَّن وفد إلیه العالم الکبیر جابر بن یزید الجعفی ، ومحمد بن مسلم الطائفی ، وأبو بصیر المرادی ، وأبو حمزه الثمالی ، ووفود علمیه تترى جاءت لتأخذ عنه ( علیه السلام ) العلوم والمعارف .
وقد تمیَّز الإمام ( علیه السلام ) بمواهب عظیمه ، وطاقات هائله ، وعبقریات ضخمه من العلم ، شملت جمیع أنواع العلوم ، وشَتَّى المعارف من فقه ، وعلم کلام ، وحدیث ، وفلسفه، وحِکَم إنسانیه عالیه ، وآداب أبدیَّه سَامیه.
مضافاً إلى علم خاص زود به بأخبار عن أحداث قبل وقوعها ، ثم تحققت على مسرح الحیاه .
وفی زمنه ( علیه السلام ) حَمَلت بعض العناصر الحاقده على الإسلام ، والباغیه علیه إلى البلاد الإسلامیه ، موجات من الکفر والإلحاد والزندقه .
وقد أعرض الحکّام الأمویون عن ملاحقه دعاتها ، مما أوجب انتشارها بین المسلمین .
وقد تصدَّى لها الإمام الباقر وولده الإمام الصادق ( علیهما السلام ) إلى نقدها وتزییفها .
من ذلک ما عرض للإمام الباقر مع رجل مُلحِد ، حیث کان ( علیه السلام ) جالساً فی فناء الکعبه ، فقصده رجل وقال له : هل رأیتَ الله حتى عبدتَه ؟
فقال ( علیه السلام ) : ( ما کنتُ لأعبدَ شَیئاً لمْ أرَه ) .
قال الرجل : فکیف رأیته ؟
أجاب ( علیه السلام ) : ( لم تره الأبصار بمشاهده العیان ، ولکنْ رأته القلوب بحقائق الإیمان ، لا یدرک بالحواس ، ولا یقاس بالناس ، معروف بالآیات ، منعوت بالعلامات .
یجوز فی قضیته ، بان من الأشیاء ، وبانت الأشیاء ، لیس کمثله شیء ، ذلک الله لا إله إلا هو ) .
فلما سمع الرجل الجواب تفنَّدَتْ أوهامه ، واقتنع من کلام الإمام ( علیه السلام ) لأنه کلام واقعی ، مشرق ، مبنی على جوانب التوحید .
فراح یقول : الله أعلمُ حیثُ یجعل رسالته فیمن یشاء.

وخلاصه القول :

إن العالم الإسلامی استمد من الإمام الباقر ( علیه السلام ) جمیع مقومات نهوضه وارتقائه فی المنهج الحضاری .
ولم یقتصر المَد الثقافی والحضاری على عصره ، وإنما امتد إلى العصور التالیه .
وقد جاء ( علیه السلام ) لِیُکمِل رساله أهل البیت ( علیهم السلام ) فی تطور الحیاه العلمیه فی الإسلام .

* موقع الشیعه

لینک کوتاه : https://rahyafteha.ir/ar/?p=5072