• امروز : پنجشنبه, ۹ فروردین , ۱۴۰۳
  • برابر با : Thursday - 28 March - 2024
0

شرح الإمام الخامنئی خطبه الرسول الأکرم (ص) فی دعوته الناس إلى شهر رمضان المبارک

  • کد خبر : 4797
  • 15 فروردین 1401 - 9:22
شرح الإمام الخامنئی خطبه الرسول الأکرم (ص) فی دعوته الناس إلى شهر رمضان المبارک

البرکات المکنونه للإنسان فی الصیام کبیره وعظیمه من الناحیه المعنویه ومن حیث إشاعه النور فی قلب الإنسان إلی درجه ربما أمکن القول معها إن الصیام أعظم برکات هذا الشهر.

حسب موقع رهیافته ( قاعده البیانات الشامله للمسلمین الجدد و المبلّغین و المهتدون)ینشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامی مقتطفات من کلمه للإمام الخامنئی یشرح فیها سماحته جوانب من خطبه الرسول الأکرم فی استقبال شهر رمضان ویتطرّق للحدیث حول أهمیّه استغلال فرصه الضیافه الإلهیه هذه والانتفاع منها وتنقیه القلب بالمواظبه على الدعاء وکثره الاستغفار.

 

شهر رمضان، شهر الضیافه الإلهیه والانتفاع من الفرص

حلّ شهر رمضان المبارک مره أخری بکل برکاته وجمالیاته المعنویه. کان رسول الإسلام الأعظم (ص) یعدّ الناس قبل حلول شهر رمضان للدخول فی هذه الساحه الخطیره السامیه الزاخره بالخیرات و البرکات.. «قد أقبل علیکم شهر الله بالبرکه والرحمه». فی خطبه یوم الجمعه الأخیره من شهر شعبان، حسب بعض الروایات، قال الرسول الأکرم (ص) قوله هذا ونبّه الناس لقرب حلول شهر رمضان. لو أردنا تعریف شهر رمضان بجمله واحده لوجب القول إنه شهر الفرص. ثمه الکثیر من الفرص أمامنا أنا وأنتم فی هذا الشهر. لو استطعنا الاستفاده بصوره صحیحه من هذه الفرص لتوفّر لدینا رصید عظیم وقیّم جداً. ولأوضّح هذه الفکره بعض الشیء، ولتکن الخطبه الأولی حول هذه المسائل ذات الصله بشهر رمضان وفرصه المنقطعه النظیر.
فی هذه الخطبه التی أشرنا إلیها، یقول الرسول الأکرم (ص): «شهر دعیتم فیه إلی ضیافه الله».. وهذه عباره جدیره بالتأمل والتدبّر. إنه دعوه لضیافه إلهیه. لیس ثمه إجبار وإکراه علی أن ینتفع الجمیع من هذه الضیافه، لا، إنما جعل ذلک فریضه، لکننا أحرار فی أن ننتفع من هذه الضیافه أو لا ننتفع. البعض لا تتوفر لهم الفرصه أبداً للاهتمام بهذه الدعوه والانتفاع من هذه الضیافه. غفلتهم وانهماکهم فی الأعمال المادیه والدنیا المادیه هو بنحو یجعلهم لا یدرکون معه حلول شهر رمضان وانقضائه. کأن یدعوا شخصاً لضیافه جد عظیمه ومفعمه بالخیرات والبرکات ولا یجد الفرصه للمشارکه فیها، فیغفل حتی عن النظر فی بطاقه الدعوه. هؤلاء لا ینتفعون شیئاً من هذه الضیافه. والبعض یدرکون وجود هذه الضیافه لکنهم لا یسارعون إلیها ولا یشارکون فیها. هؤلاء هم الذین لم یتلطف بهم الله تعالی ولم یوفقهم لصیام هذا الشهر، فهم لا یصومونه، ومن دون عذر. أو تلاوه القرآن الکریم أو قراءه أدعیه شهر رمضان. البعض لا یلبّون هذه الدعوه ولا یشارکون فی هذه الضیافه ولا یأتون لها. هؤلاء حالهم ووضعهم معلوم. وهناک کثیرون من المسلمین من أمثالنا یشارکون فی هذه الضیافه، بید أن نصیبهم من هذه الضیافه لیس بمقدار واحد لکل واحد منهم. فبعضهم ینال وینتفع أکثر من هذه الفرصه.
الریاضه المتوفّره فی هذا الشهر – ریاضه الصیام وتحمّل الجوع – ربما کانت أکبر مکتسبات هذه الضیافه الإلهیه. البرکات المکنونه للإنسان فی الصیام کبیره وعظیمه من الناحیه المعنویه ومن حیث إشاعه النور فی قلب الإنسان إلی درجه ربما أمکن القول معها إن الصیام أعظم برکات هذا الشهر. البعض یصومون، فهم إذن یشارکون فی هذه الضیافه وینتفعون منها. ولکن بالإضافه إلی الصیام – وهو الریاضه المعنویه فی هذا الشهر – فهم یتعلمون من القرآن الکریم أقصی ما یمکن تعلمه، تلاوه القرآن بتدبّر، وتلاوه القرآن والأنس به وتلقّی کلام الله والاستماع له فی اللیالی ومنتصف اللیالی، وفی حال الصیام وما یورثه الصیام من النور فی قلب الصائم، هذا الأنس بالقرآن الکریم فی هذه الحاله له طعم و معنی مختلفان. الشیء الذی یتعلمه الإنسان من القرآن الکریم فی مثل هذه التلاوه لا یمکنه أن یحصل علیه فی الأحوال العادیه المألوفه. هؤلاء یتمتعون بهذه الفائده أیضاً. بالإضافه إلی ذلک فإنهم ینتفعون من التحدث مع الله تعالی ومخاطبته ومناجاته وفتح قلوبهم لربّهم وإذاعه أسرارهم له. وهذا ما یتجسّد فی الأدعیه. دعاء أبی حمزه الثمالی والأدعیه الیومیه، وأدعیه اللیالی والأسحار، هذه کلها محاوره وکلام مع الله، وطلب من الله، وتقریب للقلب من ساحه العزه الإلهیه. هذه بدورها فائده أخری ینتفعونها من شهر رمضان. و بالتالی فهم ینتفعون من کل فوائد وخیرات هذه الضیافه.

~الإمام الخامنئی ٢٠٠٧/٩/١۴

 

اجتناب المعاصی أفضل الأعمال فی شهر رمضان

فی الروایه الوارده حول خطبه الرسول الأعظم (ص) هذه، یسأل الإمام علی بن أبی طالب (علیه الصلاه والسلام) الرسول الأعظم (صلوات الله وسلامه علیه وآله): أیّ الأعمال أفضل فی هذا الشهر؟ فیجیب الرسول (ص): «الورع عن محارم الله». اجتناب الذنوب وما حرّمه الله مقدّم علی الأعمال الإیجابیه. ترک المعاصی حیلوله دون تلوّث الروح والقلب. وهؤلاء الذین نتحدث عنهم یتجنّبون المعاصی أیضاً. إذن، فهناک الصیام، وهناک تلاوه القرآن، وهناک الدعاء وذکر الله، وهناک البُعد عن المعاصی. هذه المنظومه تقرّب الإنسان من حیث الأخلاق والسلوک من الحاله التی یریدها الإسلام. حین تحصل هذه المجموعه من الأعمال یخلو قلب الإنسان من الأحقاد، وتُبعث فیه روحُ التضحیه والإیثار، وتصبح مساعده المحرومین والفقراء سهله علیه، ویسهل علیه أیضاً الصفح والتجاوز لصالح الآخرین وبما یضرّه فی الأمور المادیه. لذلک تلاحظون أن الجرائم تقلّ فی شهر رمضان، وتکثر فیه الخیرات، وتزداد فیه المحبّه بین الناس. وهذه کلها ببرکه هذه الضیافه الإلهیه.

البعض ینتفعون هکذا من شهر رمضان المبارک، والبعض لا ینتفعون بهذا الشکل، فقد ینتفعون من شیء ویحرمون أنفسهم من شیء آخر. یجب أن ینصبّ جهد الإنسان المسلم فی هذا الشهر علی الانتفاع إلی أقصی حدّ من هذه الضیافه الإلهیه، وینال الرحمه والمغفره الإلهیه، وأنا أؤکد علی الاستغفار، الاستغفار من الذنوب والخطایا والمزالق، ومن المعاصی سواء کانت صغیره أو کبیره. من المهم جداً أن نطهّر قلوبنا فی هذا الشهر من الأدران والأقذار، وننقّی أنفسنا ونغسلها من الشوائب والتلوث، وهذا ممکن بالاستغفار. لذا ورد فی الکثیر من الروایات أن أفضل الأدعیه أو علی رأس الأدعیه هو الاستغفار، أی طلب المغفره من الله. وثمه استغفار لجمیع البشر. حتی الرسول الأکرم (ص) وهو أرقی البشر کان یستغفر. واستغفارنا نحن وأمثالنا استغفار من نوع من الذنوب هی هذه الذنوب العادیه الدارجه والمیول الحیوانیه فی أعماقنا، وهذه المعاصی الظاهریه الواضحه. لکن استغفار البعض لیس من مثل هذه الذنوب، فالبعض لا یقترفون حتی «ترک الأولی»، لکنهم مع ذلک یستغفرون، وهذا استغفار من القصور الذاتی والطبیعی للإنسان حیال عظمه الذات الإلهیه المقدسه، وهو استغفار من عدم المعرفه الکامله، وهو استغفار الأولیاء والعظماء.

علینا الاستغفار من ذنوبنا. الفائده الکبری للاستغفار هی أنه ینتشلنا من الغفله عن أنفسنا. أحیاناً نقع فی أخطاء بخصوص أنفسنا. وحین نفکّر بالاستغفار تتجسّد أمامنا ذنوبنا وخطایانا ولامبالاتنا واتباعنا لأهوائنا النفسیه وتجاوزنا للحدود وظلمنا لأنفسنا وظلمنا للآخرین، ونتذکّر ما فعلنا، وعندئذ لا نصاب بالغرور والنخوه والغفله عن أنفسنا. هذه هی فائده الاستغفار. ثم إن الله تعالی وعد الإنسان الذی یستغفر، أی الذی یطلب المغفره والصفح من الله سبحانه طلباً حقیقیاً ویکون نادماً علی ذنبه بالقول: «لوجد الله توّاباً رحیماً». الله سبحانه یقبل التوبه من عباده. هذا الاستغفار عوده إلی الله وإعراض عن الذنوب والخطایا، والله تعالی یقبله إن کان استغفاراً حقیقیاً.

تنبّهوا إلی إنه لا فائده من أن یقول الإنسان بلسانه: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، ویکون باله وذهنه فی مکان آخر. فهذا لیس باستغفار. الاستغفار دعاء وطلب. یجب أن یطلب الإنسان من الله حقاً أن یغفر له ویصفح عنه: ارتکبت هذا الذنب فارحمنی واصفح عن ذنبی یا ربّ. مثل هذا الاستغفار عن کل واحد من الذنوب یستجلب بلا ریب غفران الله، وقد فتح الله تعالی هذا الباب.

~الإمام الخامنئی ٢٠٠٧/٩/١۴

 

لینک کوتاه : https://rahyafteha.ir/ar/?p=4797

نوشته مماثلة