• امروز : جمعه, ۱۰ فروردین , ۱۴۰۳
  • برابر با : Friday - 29 March - 2024
0

التسامح فی الإسلام ..مفهومه ومظاهره مع غیر المسلمین

  • کد خبر : 4294
  • 27 آبان 1400 - 6:19
التسامح فی الإسلام ..مفهومه ومظاهره مع غیر المسلمین

قد أمر الله تعالى المسلمین بالتعایش مع أصحاب الدیانات الأخرى بالتعایش السلمی معهم وملاطفتهم والتودد إلیهم، کما أن الاسلام قد حثّ المؤمنین على التحلی والتمسک بالعفو والتسامح.

حسب موقع رهیافته ( قاعده البیانات الشامله للمسلمین الجدد و المبلّغین و المستبصرین:والتسامح فی الإسلام .. حث الإسلام المؤمنین على التحلی والتمسک بالعفو والتسامح، وقد یتعرض الإنسان للإساءه، أو للعدید من المشکلات التی تحدث بینه وبین آخرین، ما یدفعه إلى التشاجر معهم أو مقاطعتهم فی کثیر من الأحیان، وذلک یجعله یجنی کثیرا من السیئات، ومن هنا تأتی أهمیه العفو والتسامح.. فالعفو یعنی التجاوز عن الإساءه أو الذنب وترک العقاب، والتسامح یقصد به السماح، وقبول الأعذار الآخرین، فیحصل لشخص بسببهما على ثواب عظیم من الله.

الإسلام دین التسامح والمحبه والسلام .. دعا اللهُ -تَعالى- عباده الى التسامحِ، فی آیات کثیره فی کتابه الکریم، منها قوله تعالى {وَلَا تَسْتَوِی الْحَسَنَهُ وَلَا السَّیِّئَهُ ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَکَ وَبَیْنَهُ عَدَاوَهٌ کَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمِیمٌ* وَمَا یُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِینَ صَبَرُوا وَمَا یُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِیمٍ}.

الاعتذار والتسامح فی الإسلام .. حثنا رسول الله(ص) على التسامح والعفو وقد کانت سیرته صلى الله علیه وآله وسلم ملیئه بالعفو والتسامح، وقد جعل الإسلام العفو والصفح عن الإساءه خلق إسلامی نبیل.

مفهوم التسامح والعفو

مفهوم التسامح لغه: مصدر للفعل الرباعی سامح، یسامح، والذی هو من الفعل الثلاثی، سمح، ویعنی: الجود، والکرم، والمسامحه تعنی: المساهله، وتسامحوا: تساهلوا، وتأتی بمعنى السهوله والانقیاد.

والتسامح اصطلاحا: هو التجاوز والعفو، وهو من دعائم العلاقات الإنسانیه الإسلامیه، قال تعالى: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّـهَ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ).

ویعنی أیضا التسامح مع الغیر فی المعاملات المختلفه، ویکون ذلک بتیسیر الأمور والملاینه فیها، التی تتجلى فی التیسیر وعدم القهر، وسماحه المسلمین التی تبدو فی تعاملاتهم المختلفه سواء مع بعضهم أو مع غیرهم من أصحاب الدیانات الأخرى.

فالتسامح فی الاصطلاح له معنیان: الأول بمعنى العفو؛ کالعفو عن مبلغ من المال، أو مسامحه الشاتم وشبه هذا، والثانی بمعنى الملاطفه واللین والرفق، والبعد عن التفحش، والغلظه والعنف.

حکم التسامح فی الإسلام

إن التسامح فی الإسلام مندوب باتفاق العلماء، ولیس بواجب، فلا یجب على من له حقّ مادّی أو معنوی أن یسامح، فهو إن شاء عفا، وإن شاء استردّ حقوقه کامله، ولکن الملاطفه والملاینه فی التعامل مع الآخرین فهو واجب، ولا یجوز للمسلم أن یکون فظا غلیظاً ولا عنیفاً، ولا فاحشاً، ولا متفحشاً.

مظاهر التسامح فی تعالیم الإسلام مع غیر المسلمین

لا تعرف البشریه دیناً أطول باعاً فی التسامح والتصالح مع الآخر من الإسلام، وقد ضرب رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم لنا أفضل الأمثله على التسامح فعاش مع أصحاب الدیانات الآخرى وقد أمّنهم على معتقداتهم، وعباداتهم، ومعابدهم، وطقوسهم وصلبانهم، وترکهم یمارسون شعائرهم، دون حرج ولا ضیق.

وقد أمر الله تعالى المسلمین بالتعایش مع أصحاب الدیانات الأخرى بالتعایش السلمی معهم  وملاطفتهم والتودد إلیهم، قال تعالى (لَّا یَنْهَاکُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُم مِّن دِیَارِکُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ).

وقد محا الإسلام الجاهلیه وما فیها من محرمات وأباطیل، ومنها العصبیه العرقیه او الإقلیمیه أی سواء کانت بسبب بیاض الشخص او سواده او لانه عربی أو أعجمی، أو أن هذا من الشرق، أو من الغرب، وقد أوضح الاسلام أنه لا فرق بین عربی ولا أعجمی إلا بالتقوى  وکلهم سواسیه کأسنان المشط فقد قال صلى الله علیه وآله وسلم: (یا أیُّها النَّاسُ، ألَا إنَّ ربَّکم واحِدٌ، وإنَّ أباکم واحِدٌ، ألَا لا فَضْلَ لِعَربیٍّ على عَجَمیٍّ، ولا لعَجَمیٍّ على عَرَبیٍّ، ولا أحمَرَ على أسوَدَ، ولا أسوَدَ على أحمَرَ؛ إلَّا بالتَّقْوى).

وقد أجاز وأباح الإسلام أکل طعام أهل الکتاب والزواج من نسائهم، فقد قال تعالى (الْیَوْمَ أُحِلَّ لَکُمُ الطَّیِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ حِلٌّ لَّکُمْ وَطَعَامُکُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ مِن قَبْلِکُمْ).

ودعا الإسلام إلى البر والإحسان والمعامله الحسنه مع غیر المسلمین ما لم یَعمدوا إلى محاربه الدّین، قال تعالى (لَّا یَنْهَاکُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُم مِّن دِیَارِکُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ).

وأیضا فی جاءت سماحه الإسلام فی أسرى الحرب من الأعداء لقائد الدوله الإسلامیّه، وذلک بأحد الأمرین: الأول إطلاق سراحهم وتحریرهم دون مقابلٍ؛ وهو ما یعرف بالمنّ، وثانیهما إطلاق سراحهم وتحریرهم بمقابل، وهو ما یعرف بالفداء، قال تعالى: (فَإِذَا لَقِیتُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً) فالاسترقاق لم یکن أحد الخیارات المُتاحه فی التّعامل مع الأسرى من الکفار.

آیات تدل على أن الإسلام دین تسامح:

قال تعالى (خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلینَ)
قال تعالى (ادعُ إِلى سَبیلِ رَبِّکَ بِالحِکمَهِ وَالمَوعِظَهِ الحَسَنَهِ وَجادِلهُم بِالَّتی هِیَ أَحسَنُ).
قال تعالى (وَإِذَا حُیِّیتُم بِتَحِیَّهٍ فَحَیُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّـهَ کَانَ عَلَىٰ کُلِّ شَیْءٍ حَسِیبًا)
قال تعالى (وَدَّ کَثِیرٌ مِّنْ أَهْلِ الْکِتَابِ لَوْ یَرُدُّونَکُم مِّن بَعْدِ إِیمَانِکُمْ کُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا).
قال تعالى (وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَهٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِیلًا مِّنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّـهَ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ).
قال تعالى (وَلَا یَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنکُمْ وَالسَّعَهِ أَن یُؤْتُوا أُولِی الْقُرْبَى وَالْمَسَاکِینَ وَالْمُهَاجِرِینَ فِی سَبِیلِ اللَّـهِ وَلْیَعْفُوا وَلْیَصْفَحُوا)
قال تعالى (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ)
قال تعالى (لَّا یَنْهَاکُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُم مِّن دِیَارِکُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ).
قال تعالى (وأتبعِ السَّیِّئهَ الحسنهَ تمحُها).

المصدر: صدى البلد

لینک کوتاه : https://rahyafteha.ir/ar/?p=4294