• امروز : جمعه, ۱۰ فروردین , ۱۴۰۳
  • برابر با : Friday - 29 March - 2024
0

الإمام الحسین فی فکر الإمام الصدر..”الحوار أولا”

  • کد خبر : 2698
  • 12 شهریور 1399 - 6:16
الإمام الحسین فی فکر الإمام الصدر..”الحوار أولا”

فإن الإنسان فی فکر الإمام موسى یحتل المکانه المرکزیه فی الکون وینظر الإمام إلى حادثه یوم الطف بنظره إنسانیه، ویرى أن إلحاق الضرر بإنسانیه الإنسان وحقوق الإنسان وحقوق المجتمع وحقوق الطبیعه والاهم من هذا وذاک الکرامه الإنسانیه هی المقدمه لظهور حادثه عاشوراء.

حسب موقع رهیافته ( قاعده البیانات الشامله للمسلمین الجدد و المبلّغین و المستبصرین: إعاده نشر-یعدّ الإمام موسى الصدر من أبرز مفکری العالم الإسلامی، إذ یقدم البحث فی جوانب أفکاره لمنحه الإنسان المکانه الخاصه والأهمیه التی یولیها له، الحلول للکثیر من مشاکل الانسان المعاصر، یضم کتاب سفر شهادت (رحله الاستشهاد) بین دفتیه مجموعه من محاضرات ألقاها الإمام موسى الصدر فی الفتره الممتده بین ۱۹۶۸ حتى ۱۹۷۸ دارت حول الإمام الحسین علیه السلام ودراسه شخصیته من کل الجوانب.

وکما یقول صهر الإمام موسى الصدر وابن أخته المهندس مهدی فیروزان، فإن الإنسان فی فکر الإمام موسى یحتل المکانه المرکزیه فی الکون وینظر الإمام إلى حادثه یوم الطف بنظره إنسانیه، ویرى أن إلحاق الضرر بإنسانیه الإنسان وحقوق الإنسان وحقوق المجتمع وحقوق الطبیعه والاهم من هذا وذاک الکرامه الإنسانیه هی المقدمه لظهور حادثه عاشوراء.

ویضیف فیروزان: إن الإمام موسى الصدر قام بعصرنه حادثه عاشوراء وقدم تفسیراً لشخصیه الإمام الحسین علیه السلام سمتها النظره المعاصره له. ففی عاشوراء قد ظهرت کل الرذائل الإنسانیه وازدهرت فی الجانب المقابل کل الفضائل الإنسانیه، والاثنان قد ظهرا فی یوم واحد.

ینظر الإمام موسى الصدر من هذه الزاویه إلى قضیه عاشوراء ویجهش بالبکاء، لکنه لا یتوقف عند حد البکاء. فإنه یستنبط الحرب الهادفه لتحقیق العداله من قلب عاشوراء، لکن الهدف کله لا یتجلى فی الحرب، بل یستخرج القوانین الإنسانیه من حادثه عاشوراء ویستفید منها لعصره.

 

من هم أعداء الإمام الحسین؟

ثم یشیر فیروزان إلى ثلاثه أنواع من الأعداء کما تجلى الأمر فی أفکار الصدر بالقول: إن الصدر یرى بأن هناک ثلاثه أعداء للإمام الحسین علیه السلام. الأعداء الذین قتلوا الإمام وحاربوه، ویرى الإمام الصدر أن هذا هو أدنى أشکال العداء، الفئه الثانیه هم الذین أزالوا آثار الإمام الحسین علیه السلام، ومنهم من زورا الأحادیث ودمروا مقبره الإمام وقضوا على الأحادیث التی نقلت عنه، فانهم أکثر بربریه وخطراً من الفئه الأولى. أما الفئه الثالثه فهم الذین قلبوا أفکار الإمام الحسین علیه السلام رأساً على عقب وشوهوا الصوره المعرفیه للإمام وحددوا الإمام فی إطار العزاء فإنهم الأعداء الحقیقیون.

وعن نظره الصدر للإنسان صرّح: إنما الإنسان هو الذی یهم الصدر، فأنه أولى ممن سواه، فإذا نظر الصدر إلى حادثه ما فإنه ینظر إلى الإنسان فیها، هناک أربع نظرات إلى عاشوراء: العاطفیه وتتجلى فی إقامه العزاء. والحماسیه التی اصطبغت منذ قرن أو أکثر بالطابع السیاسی نتیجه للتطورات الإقلیمیه. النظره الثالثه هی نظره الظلم والعداله والنظره الأخیره هی النظره الإنسانیه إلى عاشوراء، إذ تظهر فیها مفاهیم مثل الکرامه الإنسانیه وتعریف المرأه والأخلاق. ففی هذه المقاربه یظهر الإنسان بما هو إنسان حتى لو واجهنی وعادانی، لکنه لما کان مخلوق الله فله کرامه.

وأضاف: فی کتاب رحله الاستشهاد أوردنا جانباً من أفکار الصدر حول عاشوراء إذ استخرج منها القوانین المدنیه، إذ بالإمکان استخراج قوانین العدوان والبیئه وحقوق المرأه والرجل ودور المرأه والحوار، وتتسم نظره الصدر إلى عاشوراء بهذه السمه.

 

الحسین لیس قائدا وإنما إمام

واستطرد قائلاً: إن الإمام الحسین علیه السلام هو إمام ولیس قائداً، فزیاده عدد القتلى هو ما یطلبه القاده ولیس الإمام، إذ یطالب الإمام بعدم مقتل العدو لعله یصلح نفسه، ذلک أن الإمام یرید تحقیق الدین على الأرض ویرید إبراز الجانب الإنسانی فی الإنسان، ولا تهمه السلطه والدنیا. فلا السلام له الأصاله فی عمل الإمام ولا الحرب ولا الصمت، ان الأساس عند الإمام هو هدایه الإنسان وعلى هذا یمکن القول بأن الحرب والسلام وسیلتان لصنع الإنسان وانضمام العدو لمعسکر الحقیقه.

وعن أهم ما ورد فی الکتاب عن الإمام الصدر قال: إننی أرى بأن أهم عنصر فی حرکه عاشوراء هو الحوار ورفع الإمام الحسین علیه السلام لواء الحوار، إذ کان یستغل أی فرصه لمحاوره العدو ویرسل الرسائل وکان یستخدم مختلف الأسالیب فی هذا الأمر، إذ کان یتحدث إلى الشباب عن ظلم یزید وفساده، أما عند محادثه کبار السن فأنه یذکرهم بنسبه وبالنبی.

أما عن محاوله الصدر حلحله قضایا المجتمع اللبنانی والشیعه بأخذ العبر والدروس من حادثه عاشوراء قال: إننی أرى بأن الصدر قد ربط حادثه عاشوراء بالتاریخ، فإن نظرته إلى حادثه یوم الطف تتجلى فی الحؤول دون اشتعال فتیل النار والحرب، ویحاول عبر شتى الطرق حلحله الأمور بالحوار حیث یقول: إننی حاولت فی ۵۶ مره الوقوف بوجه اندلاع الحرب. وکان دائم التأکید على أن حل مشکله لبنان یمر عبر الحوار.

 

مواجهه الظلم

وعن نظره الإمام موسى الصدر لمراسم العزاء قال: إن الإمام الصدر کان یؤکد على أنه لو خرج المرء من مجلس عزاء الإمام بعدما تأثر بخطبه الخطیب وبکى، لکنه واجه نفس الظلم ولم یبذل أی مساعی لإصلاح الأمور، فهذا المرء لم یعرف الإمام الحسین علیه السلام. وکان الصدر یصنفه ضمن الفئه الأولى من أنواع النظرات إلى الإمام.

وعن نظره الصدر إلى شخصیه السیده زینب سلام الله علیها قال: إن السیده زینب عند الصدر هی شخصیه بمستوى الإمام، إن زینب تعنی تلک الشخصیه التی تکمل الرجل فإنها رجل فی صفوف الرجال وامرأه بمستوى الرجل. فأنها قامت بأعمال عده وأکملت حرکه الإمام الحسین علیه السلام، إذ ألقت الخطبه وأدارت الأمور وجاءت بالأسرى فی مجلس یزید. إن الشهاده عند السیده زینب لیست شهاده فحسب بل إنها کما جاء على لسان: “ما رأیت إلا جمیلاً”.

جدیر بالذکر بأنه قامت مؤسسه الإمام الصدر الثقافیه البحثیه بنشر کتاب سفر شهادت (رحله الاستشهاد) وهو مکون من ۲۵۷ أضیفت إلیه صور ویضم ۱۶ خطبه من خطب الصدر حول الإمام الحسین علیه السلام. اغلب هذه المحاضرات ألقیت فی لبنان وفی فتره شهدت أغلب التطورات فی هذا البلد فی القرن الفائت، إذ کان یعانی الحرب الداخلیه من جهه ومن جهه أخرى کان الکیان الصهیونی قد احتل هذا البلد.

المصدر: شفقنا

لینک کوتاه : https://rahyafteha.ir/ar/?p=2698