حسب موقع رهیافته ( قاعده البیانات الشامله للمسلمین الجدد و المبلّغین و المستبصرین)فتح الفاطمیون مصر سنه ۳۵۸ هـ (۹۶۹م) واتخذوها مقرًّا لخلافتهم فقام على یدهم الطراز الفاطمی وازدهر فی مصر والشام.
وقد وفق الفاطمیون فی دقه التصویر والحرکه دقه لم یصبها الفنانون فی مصر من قبلهم، کما کثر رسم الإنسان والحیوان على التحف التی ترجع إلى عصرهم، وازدهر فن التصویر، ولعل خیر النماذج فی فن التصویر والنقوش المرسومه على الجص التی وجدت على جدران الحمام الفاطمی بمصر القدیمه. وللتحف الخزفیه الفاطمیه لمعان وبریق أخاذ، أما تغیر ألوانها فمرجعه البریق المعدنی الذی تمتاز به، أما الزجاج فلم تکن زخارفه فی بدایه العصر الفاطمی تختلف کثیرًا عن زخرفته فی عصر الطولونین ولکنها أخذت تتطور بعد ذلک فی خطوات سریعه لیکون لها الطابع الفاطمی الخاص، ومن أرق المصنوعات الزجاجیه الفاطمیه وأکبرها قیمه فنیه الزجاج المزین بزخارف ذات بریق معدنى. وقد استخدم الفاطمیون البللور الصخرى فى عمل کئوس وأباریق، وعلب وصحون، وفنجانین وأطباق، وقطع شطرنج وأختام وزجاجات متنوعه الأشکال، وکانت تزین بزخارف مقطوعه قوامها حیوانات أو طیور أو فروع نباتیه مرسومه بدقه وانسجام فضلاً عن کتابات دعائیه.
أما المنسوجات الفاطمیه فقد کانت عنایه الخلفاء بها عظیمه، کما أصاب النساجون أبعد حدود التوفیق فی توزیع ألوانها واختیارها حتى صارت منتجاتهم آیه فی الجمال والإتقان، کما کان ابتکارهم عظیما فی الرسوم والزخارف النباتیه التی صورت بدقه سواء فی تفرعها أو التواءاتها، وقد کانت هذه المنسوجات ترسم فی أشرطه أو داخ جامات. وقد کانت هذه الأشرطه تنحصر أحیانًا بین سطرین فی الکتابات الکوفیه أحدهما عکس الأخر، ثم أخذت هذه الأشرطه تتسع وتزداد عددًا حتى أصبحت تکسو سطح النسیج کله.
أما الخشب فلدینا من تنوع الزخارف وجمال الصناعه، ما لم یصل إلیه الفنانون بعد ذلک، وحسبنا محراب السیده رقیه والأبواب الفاطمیه الضخمه المزینه برسوم آدمیه وحیوانیه وطیور، وقد تحفر الرسوم أیضا على مستویین مختلفین، وهو أسلوب یدل ولا شک على براعه الفنان ومهارته.
الطراز المملوکی
یعتبر عصر الممالیک ۶۴۸-۹۲۳هـ (۱۲۴۰-۱۵۱۷م) من أزهى العصور فی تاریخ الفنون الإسلامیه فی مصر، فقد کان الإقبال عظیما على صناعه التحف النفیسه کما طغت الثروه الفنیه على منتجات هذا الطراز من مختلف المواد.
وقد کان لصناعه التحف النحاسیه المکفته بالذهب والفضه منزله خاصه لدى الممالیک، وقد وصل إلینا من هذا العصر تحف معدنیه عظیمه من أبواب وکراسی وصنادیق ومقلمات، وتمتاز بما یبدو علیها من خطوط نسخیه تشیر إلى اسم السلطان وألقابه أو إلى العبارات الدعائیه التی یسجلها الصانع على التحفه المقدمه إلى الأمیر أو السلطان، هذا إلى جانب بعض الزخارف الهندسیه متعدده الأضلاع ومن بینها أطباق نجمیه مملوکیه.
وأبدع ما وصل إلیه صناع الزجاج المسلمون فی العصر المملوکی یتجلى فی المشکاه المموهه بالمینا، وأشکال هذه التحف الزجاجیه وأحجامها وهیئاتها.
وذاعت فی العصر المملوکی زخره الحشوات بالتطیعم، وذلک بإضافه خیوط أو أشرطه رفیعه من العاج أو الخشب النفیس کانت تکسى بها التحف المختلفه، کالأبواب والمنابر، هذا فضلا عن ازدهار صناعه الشبکیات من الخشب المخروط التی کانت تستعمل فى صناعه المشربیات والدکک والکراسى.
ومن الصناعات الدقیقه التی حذقها الفنانون فی عصر الممالیک صناعه الفسیفساء الرخامیه وتتکون من مکعبات صغیره من الرخام مختلفه الألوان وتعشق فی الأرضیه على هیئه الأشرطه أو المعینات أو المثلثات أو الخطوط المتقاطعه والمتشابکه، وکان أکثر استعمالها فی المحاریب والوزارات بالمساجد.
وازدهر فی عصر الممالیک الخط النسخ واحتل مرکزًا سامیًا وصار من أهم العناصر الزخرفیه على التحف من معدن وخزف وعاج ونسیج، کما استخدموه فی کتابه المصاحف المملوکیه التی کانت تکتب للسلاطین لتوقف بأسمائهم فی المساجد.
المصدر: مجله الفنون الاسلامیه
