• امروز : جمعه, ۳۱ فروردین , ۱۴۰۳
  • برابر با : Friday - 19 April - 2024
1

المـرأه.. بین الواقع التاریخی والدور المغیّب

  • کد خبر : 1520
  • 07 مرداد 1398 - 4:50
المـرأه.. بین الواقع التاریخی والدور المغیّب

من دراسه للنصوص الإسلامیه الوارده بشأن المرأه سواء أکانت مفاهیم أو تصوّرات أو أحکاماً وآداباً نجدها تتخذ مسارین:

حسب موقع رهیافته ( قاعده البیانات الشامله للمسلمین الجدد و المبلّغین و المستبصرین)۱ ـ المسار الإستراتیجی العام الذی یحرص الإسلام الحنیف على البلوغ بالمرأه إلى مستواه الأقصى فی المجتمع والحضاره وقد عبّر القرآن الکریم عن هذا التوجه المُتبنى فی أکثر من نص صریح کقوله تعالى فی تقریر حقیقه خلق الرجل والمرأه وأنّهما جنس واحد متکامل فی حقیقه تکوینهما: (یَا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَهٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا کَثِیرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلَیْکُمْ رَقِیبًا) (النساء/ ۱)).

وهذا النص القرآنی الکریم إعـلان صریح بخطأ کافه التصوّرات والأفکار والقواعـد التی تعارف علیها المجتمع بشأن المرأه ورفضه للنظره الضالّه الشائعه عن خلقها وتکوینها وموقعها فی الحیاه الإنسانیه مما تصوّرته الجاهلیات العربیه والیونانیه والرومانیه والفارسیه والمصریه قبل بزوغ نور الإسلام العظیم وتأسیساً على هذه النظره الإلهیه المبارکه للمرأه تأتی تفصیلات الأحکام والفرائض والمفاهیم والرؤى حول المرأه کقوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیَاهً طَیِّبَهً وَلَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا کَانُوا یَعْمَلُونَ) (النحل/ ۹۷)

 

وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا وَمَسَاکِنَ طَیِّبَهً فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَکْبَرُ ذَلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ) (التوبه/ ۷۲).

 

وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِی عَلَیْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَیْهِنَّ دَرَجَهٌ وَاللَّهُ عَزِیزٌ حَکِیمٌ) (البقره/ ۲۲۸). (لِلرِّجَالِ نَصِیبٌ مِمَّا تَرَکَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِیبٌ مِمَّا تَرَکَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ کَثُرَ نَصِیبًا مَفْرُوضًا) (النساء/ ۷)

۲ ـ المسار المرحلی المحکوم بالظرف الفعلی: وهذا المسار یشتمل على مجمـوعه من الأحکام والمعالجات لواقع المرأه ضمن المفاهیم والأعراف السائده فی عصر التشریع ریثما یحقق الإسلام الحنیف عملیه التغییر الاجتماعی الشامل باتجاه أهدافه المتوخاه على مستوى تغییر أفکار الناس وتصوّراتهم وأعرافهم الاجتماعیه وغیرها کأحکام الإماء فی الزواج والدیه وما إلى ذلک من أمور..

 

وهذا المسار فی المرحلیه ربما ینفعنا کثیراً فی تصوّر کیفیه تعامل الإسلام، ودعاته مع العادات والأعراف الموروثه التی تعیشها شعوب العالم المختلفه، هنا، وهناک، وکیف تجری عملیه تکییف تلک العادات والأعراف، والمفاهیم السائده مع القیم الإسلامیه، فی حرکتها باتجاه صناعه الحضاره الإسلامیه وفقاً لظروف أی بلد من البلدان، أو أُمّه من الأُمم.

 

إنّ الباحث لمکانه المرأه فی المجتمع الإسلامی السلیم ودورها فی الحضاره الإسلامیه الفاضله لابدّ أن یدرک هذه المسارات فیمیّز ما هو إستراتیجی من قیم الإسلام ومعالجاته وما هو مرحلی موقت محکوم بالظروف التی یعیشها الإنسان فی عصر التشریع کأوضاع موروثه من المجتمعات السابقه یسعى الإسلام لعلاجها أو تکییفها أو إلغائها رویداً، رویداً لأنّ بعض القیم والعادات لیس بمقدور أیه شریعه أو قانون أن یلغیها بشکل کامل بقرار سریع وإنما لابدّ من معالجـات وحلول تمارس التدرج والمرحلیه فی خطتها وحرکتها فی الواقع، تماماً کمشکله الرق الذی واجهته الرساله الإسلامیه کواقع قائم مضت علیه قرون طویله فوضعت له المعالجات الآنیه بما هو أمر قائم مع مباشره العملیه التغییریه المتدرجه الواسعه لإزالته من الواقع الاجتماعی فی حیاه الناس لتحقیق المفهـوم المبدئی العام للإسلام القائم على أساس أنّ الناس سواسیه وأنّ أکرمهم عند الله أتقاهم وأن الحرّیه حقّ طبیعی لکلّ إنسان یعیش على ظهر هذا الکوکب.. (یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ) (الحجرات/ ۱۳)

 

وهکذا کانت قضیه المرأه فی الحضاره الإسلامیه الفاضله، تخطیط للمستقبل، وعلاج لمشاکل الحاضر الموروث وأعرافه..

 

إنّ هذه النظره الإسلامیه الواقعیه لشؤون المرأه وکیفیه التعامل معها تعیننا أیضاً فی اعتماد طریقه مناسبه لمعالجه وضع المرأه القائم فی مجتمعاتنا الیوم، حسب ظروف تلک المجتمعات، فقد نصل فی بعض المجتمعات إلى معالجات أنسب لأوضاع المرأه قبل مجتمعات أخرى، وذلک بسبب ظروف تلک المجتمعات وظروف نفس المرأه فیها من ناحیه الثقافه والتأثّر بالحیاه القبلیه القدیمه المغلقه أو الحیاه الغربیه المنفتحه، ولذا فالتجربه الإسلامیه قد تؤتی ثمارها فی هذا المجتمع قبل ذلک المجتمع، وقد تحتاج التجربه الإسلامیه المعاصره إلى نماذج متعدِّده للتعامل مع هذه المسأله الهامه، حسب طبیعه المجتمعات وظروفها.

 

المصدر : مؤسسه البلاغ

لینک کوتاه : https://rahyafteha.ir/ar/?p=1520

نوشته مماثلة

28فروردین
لقد انفتح لی عالم الإسلام الجمیل من خلال دراستی
باربرا هولمز، كندية اعتنقت المسيحية حديثًا

لقد انفتح لی عالم الإسلام الجمیل من خلال دراستی